أهم الاخبار

القصة الكاملة لسرقة سوار “بسوسنس الأول” من المتحف المصري

كتبت – مروان أيمن

فرضت سرقة سوار الملك الفرعوني “بسوسنس الأول” نفسها على الأوساط المصرية، مع استمرار عمليات البحث عنه وفي ظل عدم وجود أي مؤشرات على التوصل لسارقيه حتى الآن.

وسرق سوار ذهبي نادر من المتحف المصري في التحرير، وتنبع أهميته من كونه إحدى أبرز القطع التي عُثر عليها داخل مقبرة الملك في مدينة “تانيس”، وقُدّر وزنه بنحو 600 غرام من الذهب الخالص.

ولا تكمن أهمة السوار في قيمته المادية فقط، بل في رمزيته التاريخية والدينية، وهو ما يجعله قطعة فريدة من نوعها، وضياعه يمثل خسارة كبيرة للتاريخ والتراث المصري، وفق مصادر مصرية.

حتى أعلنت وزارة الداخلية المصرية تفاصيل القبض على المتهم وكشفت خيوط القضية التي أثارت جدلاً واسعًا حول أمن المتاحف وحماية الكنوز الفرعونية.

بداية القصة: اختفاء أثر فرعوني نادر

بدأت الواقعة حين لاحظ مفتشو الآثار غياب قطعة ذهبية نادرة من مقتنيات المتحف المصري بالقاهرة، وهي سوار ذهبي مزخرف للفرعون توت عنخ آمون يعود تاريخه إلى أكثر من 3300 عام.

ضربة قوية لمافيا الأعلاف المغشوشة في مصر

تمثل هذه القطعة إحدى أهم مقتنيات مقبرة الملك الذهبي التي اكتشفها عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر عام 1922.

على الفور، تم فتح تحقيق موسع داخل المتحف، وتشكيل لجنة لفحص كاميرات المراقبة وحصر العاملين، في محاولة لكشف كيفية اختفاء هذا الكنز التاريخي من قلب المتحف الأشهر عالميًا.

تضارب الروايات وإثارة الجدل

مع انتشار خبر السرقة، ضجت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بأسئلة حول الثغرات الأمنية التي سمحت بخروج قطعة أثرية بهذه القيمة.

هجمة مرتدة.. الداخلية تهاجم أوكار الـ IP TV بالجيزة

البعض رجح وجود شبكة دولية لتهريب الآثار، بينما ذهب آخرون إلى أن الحادثة ربما تمت بتواطؤ من داخل المتحف.

ووسط هذه التكهنات، أكدت وزارة السياحة والآثار أنها تتعاون بشكل كامل مع وزارة الداخلية لكشف ملابسات الحادث واستعادة الأثر المفقود.

وزارة الداخلية تكشف اللغز

وقالت وزارة الداخلية المصرية ف بيان إنه تم كشف ملابسات ما تبلغ لوزارة الداخلية بتاريخ 13 سبتمر 2025 من كلٍ من (وكيل المتحف المصرى، أخصائى ترميم بالمتحف) لإكتشافهما إختفاء أسورة ذهبية “تعود للعصر المتأخر” من داخل خزينة حديدية بمعمل الترميم داخل المتحف.

و أسفرت التحريات عن أن مرتكبة الواقعة (أخصائية ترميم بالمتحف المصرى)، وأنها تمكنت من سرقة الأسورة بتاريخ 9 من سبتمبر الجاري أثناء تواجدها بعملها بالمتحف “بأسلوب المغافلة” ، وقيامها بالتواصل مع أحد التجار من معارفها (صاحب محل فضيات بالسيدة زينب بالقاهرة)، والذى قام ببيعها

لـ (مالك ورشة ذهب بالصاغة) مقابل مبلغ (180 ألف جنيه)، وقيام الأخير ببيع الأسورة لـ (عامل بمسبك ذهب) مقابل مبلغ (194 ألف جنيه)، حيث قيام بصهرها ضمن مصوغات أخرى لإعادة تشكيلها.

عقب تقنين الإجراءات تم ضبط المذكورين.. وبمواجهتهم إعترفوا بإرتكاب الواقعة ، وتم ضبط المبالغ المالية حصيلة بيع الأسورة بحوزتهم، وتم إتخاذ الإجراءات القانونية.

ردود الفعل

من جهته، أوضح وزير الآثار الأسبق زاهي حواس، في تصريح له، أن “ما سرق هو أصغر إسورة الملك والذي يقع ضمن مجموعة مكونة من 3 أخرى”.

وقال إن “الآثار يحدث بها سرقات في كافة أنحاء العالم ،وليس المتحف المصرى فقط، أبرزها سرقة 2000 قطعة أثرية من المتحف البريطاني العام الماضي”.

ودعا خبير الآثار المصري إلى انتظار انتهاء تحقيقات النيابة العامة، للوقوف على حقيقة وملابسات واقعة الاختفاء أو سرقة أصغر قطعة من أسورة الملك بسوسنس.

من هو الملك “بسوسنس الأول”؟

يعرف الملك “بسوسنس الأول” بأنه أحد ملوك الأسرة الفرعونية الـ 21 في مصر القديمة، وهو من الشخصيات ذات السلطة والجاه في عصره.

ويشتهر الملك الفرعوني، بكنوزه الرائعة، والتي اكتشفها الفرنسي بيير مونيته عام 1940م، إذ إن أغلب كنوز “بسوسنس الأول” صنعت من الفضة، بحسب مصادر مصرية.

وذكر خبراء آثار مصريون أن ظروف الحرب العالمية الثانية غطت على اكتشاف كنوز “بسوسنس الأول” في المشهد العالمي، على عكس ما حدث مع كنوز الملك الفرعوني “توت عنخ آمون”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى