
المنصة 360
أعادت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، إشعال الجدل داخل إسرائيل بشأن قضية أشرف مروان، صهر الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر والمستشار المقرب للرئيس أنور السادات، والذي عُرف لدى أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية بلقب “الملاك”.

وجاء الجدل عقب نشر الصحيفة تحقيقاً موسعاً استند إلى آلاف الوثائق السرية غير المنشورة من قبل، زعمت فيه أن مروان لم يكن عميلاً مزدوجاً كما اعتقدت أجهزة الأمن الإسرائيلية، بل كان رأس الحربة في خطة الخداع المصرية قبيل اندلاع حرب أكتوبر 1973، وأن نجاحه في تضليل تل أبيب تجاوز كل التوقعات، حتى أصبح من أخطر العملاء الذين واجهتهم إسرائيل.

التحقيق، الذي أثار ردود فعل واسعة، كشف رواية غير مسبوقة في إسرائيل تتحدى التقديرات الاستخباراتية القديمة. فبينما حاولت مؤسسات الأمن على مدى سنوات إثبات أن مروان قدم لها إنذاراً مبكراً قبل اندلاع الحرب، أكدت نتائج التحقيق أنه كان جزءاً من إنجاز استراتيجي ضخم لمصر في تلك الفترة.
قبل قمة قطر.. هذه خريطة العلاقة الشائكة بين إسرائيل والعرب
فضيحة تيك توك.. يستخدم مأساة غزة الإنساية في التسويق
وفي تصريحات للصحيفة، دعا اللواء احتياط عاموس جلعاد، إلى تشكيل لجنة تحقيق مشتركة من شعبة الاستخبارات العسكرية والموساد لبحث القضية مجدداً. وأوضح أنه كان مقتنعاً سابقاً بأن مروان قدّم معلومات حاسمة لإسرائيل، إلا أن ما كشف مؤخراً يستند إلى بحث منهجي ومعطيات جديدة تستوجب إعادة تقييم جذرية.

جلعاد حذر من أن “الخدع في عالم التجسس لا تفقد تأثيرها بمرور الزمن”، مشيراً إلى أن مراجعة إخفاقات عام 1973 ضرورة حتمية لتفادي تكرار الأخطاء. كما ربط بين ما حدث قبل نصف قرن وما جرى في هجوم 7 أكتوبر 2023، الذي اعتبره مثالاً جديداً على فشل إسرائيل في تحويل التحذيرات الميدانية إلى استعداد فعلي.
واستشهد جلعاد بعدة وقائع تاريخية تؤكد خطورة التقديرات الخاطئة، بينها قضية الضابط يهودا غيل في التسعينيات الذي لفّق معلومات عن استعداد سوريا لشن حرب، ما تسبب في استنفار واسع ومكلف قبل أن يتضح كذبه، وكذلك عملية الساحل عام 1978 التي نفذتها حركة فتح رغم اعتقاد الاستخبارات أن المنظمة لن تجرؤ على الهجوم من لبنان.

واختتم بالقول إن إعادة التحقيق في ملف أشرف مروان ليس مجرد بحث تاريخي، بل قضية تمس جوهر الأمن القومي الإسرائيلي اليوم، مؤكداً أنه “لا بديل عن إنذار استخباري نوعي ودقيق مهما تطورت قدرات السايبر والتكنولوجيا الحديثة”.



