بعد انتهاء اجتماع الأحزاب.. القائمة الوطنية بين التوافق السياسي وحسابات النفوذ

تحليلات المنصة 360

مع اقتراب انتخابات مجلس النواب 2025/2030، تدخل الأحزاب المصرية مرحلة الحسم بشأن تشكيل القائمة الوطنية، التي أصبحت العنوان الأبرز للمشهد الانتخابي.

اجتماع اليوم في مقر حزب مستقبل وطن بالتجمع الخامس لا يقتصر على استعراض الأسماء والدوائر، بل يكشف عن اختبار جديد لقدرة القوى السياسية على بناء تحالف متماسك يعكس التوازنات داخل البرلمان المقبل.

المصادر السياسية تؤكد أن القائمة ستغلق على 12 حزبًا بجانب تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، وهو نفس التشكيل الذي خاض انتخابات مجلس الشيوخ.

هل أتاكم حديث الجبهة؟: حزب يتجاوز الفردية

لكن الثبات العددي لا يلغي حقيقة أن الأوزان النسبية قد تتغير، فمستقبل وطن يظل الحزب القائد للمشهد، فيما تسعى أحزاب المعارضة مثل العدل والمصري الديمقراطي إلى انتزاع مساحة أوسع داخل التحالف.

ما هي الأحزاب المشاركة في القائمة الوطنية؟

أبرز الأحزاب المشاركة في القائمة الوطنية هي أحزاب مستقبل وطن، وحماة الوطن، والجبهة الوطنية، والمؤتمر، والشعب الجمهوري، وإرادة جيل، والوفد، والحرية، وأيضا أحزاب المعارضة كحزب العدل، والمصري الديمقراطي، والإصلاح والتنمية، والتجمع، بجانب تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين.

الشعب الجمهوري يرتدي ثوب المنظم

حزب الشعب الجمهوري اختار أن يظهر بصورة “المنظم” عبر الإعلان عن تشكيل غرف عمليات ميدانية، في رسالة توحي بقدرته على المنافسة والانضباط التنظيمي.

من أجل اصطفاف وطني يضمن مستقبل الأجيال

في المقابل، يقدم حزب العدل نفسه كصوت ليبرالي ناقد، مستعد لدفع 50 مرشحًا على المقاعد الفردية، مع خطاب يركز على مواجهة المال السياسي والتمثيل الجاد لقضايا المواطن، وهو ما يعكس رغبة في لعب دور معارض فعّال من داخل البرلمان.

في السياق شكل حزب الشعب الجمهوري غرفة عمليات استعدادا لانتخابات النواب 2025/2030، وقال زاهر الشقنقيري، المتحدث باسم حزب الشعب الجمهوري، إن الحزب أنهى تشكيل غرف العمليات وتحديد آليات إدارة العملية الانتخابية وتوزيع المهام الميدانية على كوادره، بما يضمن الجاهزية الكاملة لخوض المنافسة البرلمانية المقبلة.

حزب المؤتمر يتكأ على الكوادر والتدريب

أما حزب المؤتمر، فيركز على إعداد الكوادر وتدريبها، في محاولة لإثبات أن وجوده لا يقتصر على التواجد العددي، بل على صناعة جيل جديد قادر على الجمع بين الفكر السياسي والممارسة الميدانية.

وقالت إيمان سالم أمينة الاتصال السياسي بأمانة حزب المؤتمر بالقاهرة، أن الأمانة تضع في مقدمة أولوياتها خلال المرحلة الراهنة العمل على تأهيل الكوادر الحزبية وتدريبها، استعدادًا لخوض الاستحقاق الانتخابي القادم، مؤكدة أن الحزب ينظر إلى الانتخابات المقبلة باعتبارها محطة مهمة لترسيخ المشاركة السياسية وتعزيز دور المؤسسات الدستورية.

القائمة الوطنية ليست مجرد ترتيب انتخابي

قراءة هذا المشهد تكشف أن القائمة الوطنية ليست مجرد ترتيب انتخابي، بل هي مرآة للتحالفات السياسية في مصر: تحالف يقوده مستقبل وطن، تتوزع داخله الأدوار بين أحزاب موالية تبحث عن ترسيخ النفوذ، وأخرى معارضة تسعى لتوسيع الهامش داخل صيغة توافقية.

الأسابيع المقبلة ستحدد إن كان هذا التوازن الهش سيقود إلى برلمان قوي وفاعل، أم إلى مجرد إعادة إنتاج للتوازنات ذاتها التي عرفتها الحياة السياسية خلال السنوات الماضية.