أهم الاخبار

منتخب مصر في كأس العالم.. رحلة الريادة التاريخية إلى التأهل الرابع

كتبت – مرام أبو عودة

يواصل منتخب مصر كتابة فصول جديدة في تاريخه الكروي، بعدما ضمن التأهل إلى كأس العالم للمرة الرابعة في تاريخه.

وذلك عقب الفوز على جيبوتي بثلاثية نظيفة، ليعزز مكانته كأحد أبرز منتخبات القارة الإفريقية والعالم العربي.

فمنذ ظهوره الأول في مونديال 1934، ظل طريق الفراعنة إلى البطولة الأهم في العالم مليئًا بالأمجاد والخيبات واللحظات التي لا تُنسى.

البداية 1934.. مصر تفتح الباب أمام العرب وإفريقيا

دخل المنتخب المصري التاريخ كأول منتخب عربي وإفريقي يشارك في كأس العالم خلال نسخة إيطاليا 1934.

وعلى الرغم من خروجه المبكر بالخسارة أمام المجر 4-2، إلا أن ما حققه كان إنجازًا غير مسبوق في ذلك الوقت، كما أصبح عبد الرحمن فوزي أول لاعب عربي وإفريقي يسجل في المونديال، ما منح مصر مكانة ريادية في الكرة العالمية.

غياب طويل رغم القوة القارية

رغم النجاحات الكبيرة في البطولات الإفريقية، غاب منتخب مصر عن كأس العالم 56 عامًا. خلال هذه الفترة، امتلك الفراعنة أجيالًا ذهبية، لكن نظام التصفيات الصعب والمنافسة القوية وعدم الاستقرار الفني والإداري حال دون العودة للمونديال، لتبقى حسرة التأهل حاضرة في ذاكرة الجماهير.

1990.. الجوهري يعيد الحلم

في إيطاليا مرة أخرى، ظهر المنتخب المصري للمرة الثانية في كأس العالم عام 1990.

قدم الفراعنة أداءً دفاعيًا مميزًا بقيادة المدرب محمود الجوهري، وتعادلوا مع هولندا وإيرلندا، قبل الخسارة بصعوبة من إنجلترا.

ورغم الخروج من دور المجموعات، نال المنتخب احترام العالم، وأعاد الأمل للجماهير المصرية في إمكانية المنافسة على أعلى مستوى.

إخفاقات مؤلمة وفرص ضائعة

بعد 1990، عاش المنتخب المصري سلسلة من الإخفاقات الدرامية في التصفيات. ففي 2002، ضاعت بطاقة التأهل أمام الكاميرون.

وفي 2006، ورغم التتويج بكأس الأمم الإفريقية، فشلت مصر في الوصول للمونديال.

أما في 2010، فقد خسر الفراعنة بطاقة التأهل في المباراة الفاصلة الشهيرة أمام الجزائر بأم درمان.

وفي 2014، جاءت الهزيمة القاسية أمام غانا بنتيجة 6-1 لتؤجل الحلم مرة أخرى.

2018.. محمد صلاح يعيد الفراعنة للعالم

جاء التأهل الثالث إلى كأس العالم في روسيا 2018 ليكسر غيابًا دام 28 عامًا.

وكان الهدف التاريخي لمحمد صلاح في مرمى الكونغو بالدقيقة 95 من أشهر اللحظات في تاريخ الكرة المصرية.

لكن المشاركة لم تكن على قدر الطموحات، إذ خسر المنتخب جميع مبارياته الثلاث أمام أوروغواي وروسيا والسعودية، ليخرج من الدور الأول رغم الآمال الكبيرة.

التأهل الرابع.. بداية مرحلة جديدة

جاء التأهل الرابع بعد الفوز على جيبوتي 3-0 ليعكس تطور المنتخب من جديد. يمتلك الفراعنة الآن جيلاً من المحترفين في أوروبا، واستقرارًا فنيًا أفضل، وطموحًا يتجاوز مجرد المشاركة. هذه المرة، لا يكتفي الجمهور بالصعود، بل يطالب بالتأهل إلى دور الـ16 لأول مرة في التاريخ.

لماذا لم تتأهل مصر كثيرًا رغم قوتها؟

هناك عدة عوامل أسهمت في قلة المشاركات:

نظام التصفيات الإفريقية الصعب.

المنافسة مع منتخبات قوية مثل الجزائر والكاميرون وغانا.

غياب الاستقرار الفني والإداري.

الاعتماد على المواهب دون منظومة احترافية كاملة.

هل يكون مونديال 2026 نقطة تحول؟

يمتلك منتخب مصر كل الأدوات لتحقيق إنجاز حقيقي:

لاعبين محترفين في الدوريات الكبرى.

خبرة مونديالية سابقة.

قاعدة جماهيرية هائلة.

رغبة في كسر حاجز دور المجموعات.

ورغم أن الطريق لن يكون سهلاً، إلا أن التأهل الرابع قد يمثل بداية مرحلة جديدة في تاريخ الكرة المصرية، حيث لا يكتفي الفراعنة بالظهور، بل يبحثون عن ترك بصمة حقيقية في أكبر محفل كروي في العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى