أهم الاخباررأي وتحليل

إدارة الأزمات.. علم تتكئ عليه الدول في مواجهة التحديات

بقلم: محمد ماجد القباني – مدير إداره المخاطر بشركه زد تو داتا الأمريكيه

أصبحت إدارة الأزمات بلا شك أحد أهم الملفات التي تعتمد عليها الدول الحديثة في مواجهة التداعيات المتلاحقة والمتغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم اليوم.

فلم تعد الأزمة حدثًا طارئًا يمكن التعامل معه بردّ فعلٍ سريع، بل أصبحت علمًا متكاملًا يقوم على التخطيط المسبق، والرؤية الإستراتيجية، والقدرة على إدارة المخاطر قبل وقوعها.

إن العالم بأسره بات يعتمد على منظومات متقدمة في إدارة الأزمات والمخاطر، تجمع بين الخبرة الميدانية والتقنيات الحديثة، لتقليل الخسائر وتحقيق سرعة الاستجابة وصون استقرار الدول ومؤسساتها.

ولعل أبرز الأمثلة على فاعلية إدارة الأزمات ما شهده العالم خلال جائحة كورونا، حين أثبتت الدول التي تمتلك خططًا استباقية في المجال الصحي والاقتصادي قدرتها على حماية شعوبها واستمرار مؤسساتها في العمل رغم الظروف القاسية.

كما برزت أهمية إدارة الأزمات في مواجهة الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والزلازل، حيث استطاعت الدول ذات أنظمة الطوارئ المنظمة تقليل الخسائر وإنقاذ الأرواح بسرعة وكفاءة.

وفي الجانب الأمني، تُعدّ إدارة الأزمات أداة رئيسية في مواجهة الأزمات السياسية والإرهابية، إذ تُستخدم آليات التخطيط والتنسيق بين الجهات الأمنية والمؤسسات الحكومية لإحباط المخاطر قبل تفاقمها، كما حدث في عدد من الدول التي واجهت تهديدات كبرى واستطاعت تجاوزها بفضل جاهزيتها المسبقة.

أما في الداخل المصري، فقد ظهر دور إدارة الأزمات بوضوح في التعامل مع السيول، والأزمات الاقتصادية، وحالات الطوارئ، حيث أثبتت الدولة المصرية قدرتها على التحرك المنظم والسريع، بما يعكس خبرة متراكمة ورؤية وطنية في إدارة المواقف الحرجة.

ومن هنا، تأتي أهمية هذا الملف في بناء مؤسسات الدولة القادرة على التكيّف مع الأوضاع العالمية، والاستعداد لمختلف الاحتمالات، انطلاقًا من قناعة راسخة بأن الوقاية والتخطيط المبكر هما خط الدفاع الأول أمام أي أزمة.

جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر عن وجهة نظر الكاتب فقط، ولا تعبّر بالضرورة عن موقف أو توجه المنصة 360.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى