التنمية البشرية علم وحياة

بقلم: محمد الشويخ
كثيرا مايتردد حولنا مصطلح التنمية البشرية، وقد يختلط على كثير منا الأمر فى عدم التفرقة بين تنمية الموارد البشرية والخاصة بعلوم الإدارة داخل الشركات، وبين التنمية البشرية والتي تتعلق بالفرد نفسه من تنمية للقدرات والمهارات والعمل على استخدامها فى تطوير الذات.
وسوف نتحدث عن هذا العلم الواسع باستفاضة فى عدة مقالات قادمة ولتكن البداية من شرح المصطلح نفسه شرحا تفصيليا .
معنى التنمية البشرية.
لعدم الخلط مبدأيًا، مصطلح التنمية البشرية يستخدمه الاقتصاديون للدلالة على معنى مغاير للمقصود لنا في هذا المقال.
بمعنى تحقيق العيش الكريم لمختلف البشر من خلال نشر الديمقراطية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وهذا ليس المقصود بالتأكيد هنا.
المقصود هو المعنى المرتبط بتنمية الذات، وعرَّفه أستاذ ابراهيم الفقي (سيأتي الكلام عنه) بأنها “من أهم الوسائل التي تهدف إلى توسيع وعي الفرد واكتسابه قدرات ومهارات جديدة.
كما يعد الهدف الأساسي للتنمية البشرية هو تطوير واكتشاف مهارات أكثر لتحسين الحياة للأفضل”.
مهم جدا استحضار هذا الهدف في ذهننا باستمرار “اكتساب مهارات وقدرات جديدة – تحسين الحياة للأفضل”. سنربط بينه أثناء الكلام عن مبادئ التنمية البشرية وتطوير الذات.
معنى تطوير الذات
عرف الدكتور ابراهيم الفقي “تطوير الذات” بأنه نهج محدد يتبناه الإنسان في حياته ويتبع قواعده الخاصة، وينتج عنه مجموعة نتائج تجعله يشعر بالرضا والثقة بالنفس.
كما يعرف بالشعور بالسلام والقوة الداخلية التي تدفع صاحبها لتحقيق ما يطمح إليه.
أيضًا مهم جدا حضور هذا المعنى في ذهننا سنحتاج إليه في كلامنا التالي عن المبادئ والفلسفة المتعلقة بيها.
ما الفرق بين التنمية البشرية وتطوير الذات؟
كما ظهر من التعريفات، يشترك مفهوم التنمية البشرية وتطوير الذات في الغايات الكبرى، وهي تحقيق حياة أفضل للإنسان.
لكن التنمية البشرية تختص بالجماعات البشرية ككل، وتطوير الذات تختص بالفرد فقط.
بداية ظهور التنمية البشرية
ارتبط ظهور التنمية البشرية وتطوير الذات بمبادئ علم الإدارة الأمريكية، والتي تركز على الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة لأي مؤسسة لتحقيق أفضل النتائج.
وبالتالي انتشرت هذه الثقافة (ثقافة الإدارة) بين الأفراد أنفسهم، بحيث يركز كل فرد على أقصى انتاجية في يومه، فيرضى عن نفسه أو لا يرضى.
طبعا هذه الرؤية للحياة (الرؤية الإنتاجية الحياتية) مهم استحضارها في ذهننا لاستخدامها في المقارنة بينها وبين رؤية الإسلام للحياة.
وفيم هو قادم سنتكلم بشكل تفصيلي وموسع عن كل الأقسام والفروع المنبثقة من هذا العلم.
جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر عن وجهة نظر الكاتب فقط، ولا تعبّر بالضرورة عن موقف أو توجه المنصة 360.



