بالصور| وصول أهم قطعة بمفاعل الضبعة النووي إلى مصر.. حدث تاريخي فريد

المنصة 360 بيزنس
شهدت محطة الضبعة النووية بمحافظة مطروح حدثًا تاريخيًا يمثل خطوة محورية في مسيرة المشروع النووي المصري، بوصول وعاء ضغط المفاعل الخاص بالوحدة الأولى، وهو من أهم وأدق المكونات في منظومة الأمان النووي، ويُعد بمثابة “القلب الصناعي” للمفاعل.
وأعلنت هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء أن هذا الوعاء يُعد مركز عمليات المفاعل، حيث تتم داخله التفاعلات النووية المتحكم بها لإنتاج الطاقة الكهربائية، مشيرةً إلى أنه يتمتع بقدرة عالية على تحمل درجات الحرارة والضغوط القصوى، مع إحكام تام ضد أي تسرب إشعاعي، بما يعزز أمان التشغيل واستدامة الوحدة النووية.

رحلة بحرية من روسيا إلى الضبعة
تم تصنيع وعاء الضغط في مصنع إيجورا الروسي التابع لمؤسسة روساتوم، إحدى أكبر المؤسسات العالمية في صناعة المكونات النووية المعقدة. ويبلغ وزن الوعاء أكثر من 330 طنًا.
موسكو تحتضن أول إعلان شبابي للتعاون النووي
ما هي آلية الزناد لإعادة فرض العقوبات على إيران؟
وشارك فريق من الخبراء المصريين في مراحل التفتيش الفني والتصنيع داخل روسيا، للتأكد من مطابقة المكونات لأعلى معايير الجودة والأمان النووي وفق تكنولوجيا المفاعلات الحديثة من الجيل الثالث المطوّر VVER-1200.
ووصل الوعاء إلى ميناء الضبعة التخصصي بعد رحلة بحرية استغرقت نحو 20 يومًا انطلقت من سانت بطرسبورغ، على متن سفينة مخصصة لنقل المعدات الثقيلة.
تركيب المفاعل الشهر المقبل
أكد الدكتور شريف حلمي، رئيس هيئة المحطات النووية، أن وصول وعاء الضغط يمثل “نقطة تحول كبيرة في تنفيذ المشروع الوطني لتوليد الكهرباء من الطاقة النووية”، موضحًا أن أعمال تركيب الوعاء في الوحدة الأولى ستبدأ منتصف نوفمبر المقبل.

وأضاف أن الحدث يجسد حجم التعاون والتنسيق بين الجانبين المصري والروسي، ويؤكد التزام الدولة المصرية بإنجاز المشروع وفق أعلى المعايير العالمية.
شهادة روسية على الشراكة المميزة
من جانبه، وصف أليكسي كونونينكو، نائب رئيس شركة أتوم ستروي إكسبورت ومدير المشروع من الجانب الروسي، الحدث بأنه “لحظة فارقة تؤكد قوة الشراكة التقنية بين موسكو والقاهرة”، مشيدًا بالتناغم الكبير بين الفرق العاملة لتحقيق حلم مصر في تشغيل أول محطة نووية لإنتاج الكهرباء.
الضبعة.. مشروع القرن للطاقة النظيفة
تُعد محطة الضبعة النووية أكبر مشروع للطاقة في تاريخ مصر، وتقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط في مدينة الضبعة بمحافظة مطروح، على بُعد نحو 300 كيلومتر شمال غرب القاهرة.

وتضم المحطة أربع وحدات إنتاج بقدرة 1200 ميجاوات لكل وحدة، باستخدام مفاعلات روسية من طراز VVER-1200 المعروفة بكفاءتها وأمانها العالي.
نموذج عالمي للتعاون النووي
بموجب الاتفاقية الموقعة عام 2017، تتولى روساتوم الروسية تنفيذ المفاعلات الأربعة، وتوريد الوقود النووي طوال فترة التشغيل، وتدريب الكوادر المصرية، وتقديم الدعم الفني والتشغيلي لعشر سنوات، إلى جانب إنشاء مرافق تخزين للوقود المستنفد.
ويُجسد المشروع نموذجًا متكاملًا للتعاون النووي بين مصر وروسيا، وخطوة استراتيجية نحو تحقيق أمن الطاقة الوطني ودعم التحول إلى اقتصاد منخفض الانبعاثات الكربونية.



