أهم الاخباررأي وتحليل

ريهام فتحي اللو.. سيدة الصناعة الوطنية الأولى في القليوبية

بقلم: محمد حسن حمادة

ليس سهلا أن تكون قائدا ناجحا من الجيل الثاني لشركة صغيرة أو مصنع صغير فما بالنا عندما تكون قائدا لكيان عالمي ضخم “كنصار جروب” من أهم وأكبر الكيانات العملاقة في الشرق الأوسط يشار له بالبنان في عالم الصناعة.

إلى هنا فالأمر عادي لكن عندما تقود هذه المجموعة  العالمية شابة في ريعان الشباب، فهي أمانة ثقيلة تنوء بحملها الرجال فما بالنا إن كانت امرأة تحمل على عاتقها هذه الأمانة!.

هنا يكمن التحدي!. وتثار التساؤلات والتكهنات وفرص النجاح والفشل وماذا ستضيف ريهام للكيان بعد الجيل المؤسس الذي قفز بالمجموعة قفزات أبهرت الجميع؟. وماخبراتها ومؤهلاتها ورؤيتها للمستقبل حتى يتم الوثوق بها وتتسلم زمام القيادة وتحمل الراية في مجال أبعد مايكون عن العنصر النسائي والقفازات الحريرية الناعمة؟.

لكن قبل أن تجيب ريهام فتحي اللو على هذه الأسئلة بشكل عملي لابد أن يتعرف القارئ أولا على قصة نجاح الجيل المؤسس.

بدأ الحلم في ثمانينيات القرن الماضي بين صديقين حميمين جمعهما رباط صداقة وتين منذ الطفولة الحاج فتحي اللو والحاج مجاهد نصار، ثم سرعان ما ترجما هذه الصداقة إلى ورشة صغيرة، بإمكانات بسيطة متواضعة على أرض محافظتنا الحبيبة، محافظة القليوبية، ثم تطورت الصداقة لنسب ومصاهرة وشراكة عائلية، فزاد الحلم وكبر الطموح وأصبحا الصديقان الصهران حديث المدينة فالورشة الصغيرة في عام 1996. أصبحت مصنعا على مساحة 650 مترا مربعا.

وفي عام 1999. بدأ الاتجاه إلى التصدير، فقامت الشركة بالتعاقد على تصدير أول شحنة من إنتاج المصنع إلى الخارج، وهو ما أحدث طفرة في إنتاج مصانع “نصار جروب” التي توسعت وأصبحت مجموعة تضم العديد من المصانع والصناعات.

وفي عام 2015. توسعت الشركة بإدخال بعض الأنشطة والصناعات الجديدة كصناعة المسامير.

أصبحت “نصار جروب” مجموعة شركات كبرى تشجع الصناعة الوطنية في مصر واسم “نصار جروب” أضحى ماركة مسجلة ليس في مصر فقط بل في منطقة الشرق الأوسط والعالم ومضرب الأمثال في الصبر والكفاح والنجاح، ومن الجميل أننا كنا ومازلنا شهود عيان على قصة كفاحهما، ونجاحهما بل وعلى عطائهما المتدفق في العمل الخيري. 

إرث عائلي ضخم، نجاح عالمي عابر للقارات والمحيطات ولابد أن يكون المستقبل أقوى من الماضي

حتى تُترك دفة القيادة لريهام فماذا ستضيف ريهام؟.

تنهدت، ثم أخذت نفسا عميقا، درست التجارب الأخرى، ثم اطلعت على السوق المحلي والعالمي، هضمت كل صغيرة وكبيرة في مجموعة “نصار جروب” هنا بدأت تتكلم وقالت: “أنا لها”. كان قرارها الأول أن تبدأ من حيث انتهى الآخرون، درست الأرقام وحجم المبيعات فتحت آفاقا جديدة، استحدثت نظام حوكمة جديدا، تفكير استراتيجي طويل المدى، انتقاء فريق عمل يناسب إيقاع العصر، انتقاء الكفاءات، استعانت بالتكنوقراط والمتخصصين، معدات حديثة، اعتماد أساليب جديدة عصرية، سرعة اتخاذ القرار.

النتيجة نجاح مدوٍ، “نصار جروب” غدت قلعة صناعية عملاقة في مصر والشرق الأوسط، وتتمتع بحصة كبيرة في السوق في العديد من فروع صناعة الأسلاك مثل: صوف الصلب، الأسلاك المجلفنة، أسلاك السياج، الأسلاك الشائكة، المسامير، ألياف الصلب للخرسانة، ألياف الصلب للفرامل، وسحب أسلاك الصلب”. والأهم غزو الأسواق الخارجية والتصدير للخارج بنسبة تصل لـ 60% من منتجات الشركة، وتوفير عملة صعبة للاقتصاد المصري لتصبح الشركة من أكبر شركات العالم فى تصنيع اللوف المعدني، وتصنيع بدرة الفرامل أيضا من اللوف المعدني التي يتم تصديرها إلى أمريكا وأوروبا وتستخدم فى الماركات العالمية من السيارات، وبالأرقام ارتفعت نسبة مبيعات الشركة.

الوصول للقمة سهل المنال لكن الحفاظ عليها هو التحدي الحقيقي، وبفضل الله والشابة الطموحة التي تحملت المخاطرة وصلت للقمة وحافظت عليها وأصبحت وجها مألوفا على أغلفة الصحف والمجلات وحديث البرامج والشاشات والمواقع والمنصات وذاع صيتها وزادت ألقابها فبعضهم أطلق عليها المرأة الحديدية وسيدة الصناعة وبعضهم وصفها بأنها من أقوى رائدات الأعمال في مصر والشرق الأوسط، وهاهي تحلم لتكون على غلاف “مجلة فوربس الأمريكية” ضمن أقوى مائة امرأة في العالم، عن منطقة الشرق الأوسط كأول امرأة تتولى القيادة في قطاع الحديد والصلب في مصر والوطن العربي ونحن نراقب ونشجع عن كثب وننتظر اكتمال ونضج التجربة حتى نقول بملء الفم “بنت الوز عوام”.

جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر عن وجهة نظر الكاتب فقط، ولا تعبّر بالضرورة عن موقف أو توجه المنصة 360.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى