رأي وتحليل

هل التنمية البشرية علم؟

بقلم: محمد الشويخ

نستكمل حديثنا سويا عن التنمية البشرية وبحرها الواسع والملئ بالمعلومات التى قد نعلم بعضها بالفطرة ونجهل كثيرا مما قد يجعلنا نحيا حياة سعيدة مليئة بالنجاحات والتميز

ويتبادر إلى ذهن كل من يسمع مصطلع التنمية البشرية سؤالا كثيرا ما يتردد بيننا الا وهو…

هل التنمية البشرية علم؟

من أشهر العلامات لمعرفة أي علم هل هو علم أم لا، هو وجود قسم في كلية يدِّرس هذا العلم، ولا يوجد أي قسم يحمل هذا الاسم في الكليات والجامعات.

ولكن أحيانا بعض مباحث التنمية البشرية مثل التفكير الإبداعي وإدارة الوقت تدرس في علوم أخرى معتبرة مثل علم النفس والإدارة وغيرها من العلوم.

إذا السؤال المنطقي هل التنمية البشرية مفيدة؟

في الحقيقة مثل ما قولنا إنه بعض القضايا داخل التنمية البشرية هي تتبع علوم أخرى معتبرة مثل علم النفس.

وهذه العلوم فيها إفادة أقوى وأشمل لجوانب تنمية الشخصية والقدرات والمهارات على أسس علمية صحيحة. بخلاف الكلام العام الموجود في التنمية البشرية.

يختلف الناس في الأسباب، منهم مهتم بتطوير ذاته في مهاراته الوظيفية العملية، ومنهم مهتم بتطوير ذاته في جانب العلاقات الاجتماعية، وكيف يتعامل مع محيطه بشكل مناسب. منهم من يرى أن التطوير الحقيقي هو في الثراء المادي.

في الحقيقة كل هذه التصورات  متأثرة بشكل أو بآخر بفكرة الانتاجية التي تحدثنا عنها، وهي إنه من اللازم في يومي أن يشمل أي إنجاز يجعلني راضياََ عن نفسي.

ومن ثَمَّ ننتقل لسؤال أساسي ومهم وهو ماذا يعني “تطوير الذات”؟. ولماذا نطور من ذاتنا ؟

على ماذا تقوم التنمية البشرية؟

نستخلص من مفهوم تطوير الذات المذكور مبادئ مهمة وهي:

التركيز على زيادة الإنتاجية للفرد بشكل يومي بحيث لو لم يحدث إنجاز سيؤدي إلى عدم الرضى عن النفس.

تطوير مهارات باستمرار لتحسين حياة الفرد للأفضل، ومعنى تحسين الحياة هو زيادة الثراء الشخصي ومهارات العمل.

التركيز على الذات في تنمية مهاراتها

إذا لماذا يعد مفهوم مختلف عن الإسلام؟

مهم ملاحظة قولي مختلف وليس مضاد للإسلام، فالثراء المادي مثلا شئ مباح.

مبادئ الإسلام كالتالي:

الاهتمام بالآخرة في المقام الأول بحيث لو فاتك شئ من الدنيا فلا يسبب حزن لك.

التحقق الذاتي ليس بالثراء المادي والوظائف (مع أنه أمر مباح مثل ما أوضحت)، لكن بعبادة الله

مفهوم العبادة يشمل مساعدة الناس ونشر المعروف بينهم، (ليس التركيز فقط على الذات)

إذا السؤال: هل الثراء معارض للتدين الشخصي؟

مثل ما أوضحت فكرة الغنى الشخصي هي شئ مباح، لكن تقديم الإسلام على أنه هو التحقق المادي والثراء الشخصي وزيادة انتاجيتك في العمل، هو مقصود التنمية البشرية وتطوير الذات وليس الإسلام.

فمقصود الإسلام هو الآخرة لا الدنيا، ومحاولة جعل الإسلام أن يكون هدفي زيادة الثروة الشخصية والتركيز على زيادة إنتاجيتي بدعوى الاجتهاد وإتقان العمل وغيره من الديباجات الإسلامية يعد مغاير للإسلام ورؤيته ومبادئه.

لاحظ هذه الظاهرة أستاذ علم الاجتماع الديني باتريك هايني في كتابه إسلام السوق.

من هو باتريك هايني والدعاة الجدد؟

نشر باتريك هايني كتابه عام 2005 باسم “اسلام السوق” (الترجمة العربية)، ورصد فيه ظاهرة الدعاة الجدد، ومدى انتشارها في الأقطار الإسلامية.

وكيف تأثر خطاب الدعاة الجدد بالرأسمالية؟

وقال إنها متأثرة في نمط تدينها بالرأسمالية، مثلما تأثرت البروتستانتية وأثرت فيها من قبل.

 إذا كيف تأثر الدعاة الجدد بالرأسمالية؟

ببساطة من مبادئ الرأسمالية

الفردية: بمعنى التركيز على التفوق الشخصي والحريات الشخصية.

الاستهلاكية: بمعنى طغيان فكرة القيمة للأشياء، ف ماهو غالي الثمن هو أفضل دائمًا.

الثروة هي الأهم وذات القيمة.

أن تصبح الثروة الشخصية وتحقيقها هي المعبرة عن الإسلام الحقيقي، قاله نصًا عمرو خالد في حلقة من برامجه.

خضوع مفاهيم إسلامية مثل الحجاب مثلا لنمط استهلاكي وهو العلامات التجارية وبيوت الموضة (البراندات).

أن تكون التنمية الذاتية للشخص من مهارات ومعارف عملية هي المسلم الحق؛ تأثُرًا بالنزعة الفردية للرأسمالية.

في النهاية من المهم  عدم خلط الأوراق ومعرفة الإسلام على طبيعته، وعدم استخدام آياته وتفسيرها بطريقة تواكب الثقافة السائدة حاليًا، وهي الثقافة الرأسمالية ومبادئ الليبرالية. ومعرفة لماذا نطور من ذاتنا حقًا؟

والطريقة الوحيدة لمعرفة ذلك هي بالقراءة والتعلم.

جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر عن وجهة نظر الكاتب فقط، ولا تعبّر بالضرورة عن موقف أو توجه المنصة 360.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى