من الثلاجات إلى السياسة.. ممدوح مأمون يروي قصة عائلة صنعت النجاح
أجرى المقابلة: أيمن عودة وماجد مصطفى
في مكتب يصفه الجميع بـ”مكتب العمدة”، استقبلنا ممدوح مجدي مأمون الأمين المساعد لحزب الجبهة الوطنية بالقليوبية والعضو المنتدب لمونتانا، محاطًا بإرث عائلي ممتد لعقود من العمل السياسي والخدمي والاقتصادي.
بين ذكريات عمه الراحل “العمدة ممدوح مأمون”، الذي كان الأب الروحي للعائلة وأحد رموز القليوبية، وبين تطلعات الجيل الثالث لعائلة مأمون نحو المستقبل، يكشف مأمون في حوار صريح مع “المنصة 360” عن أسرار التجربة العائلية في عالم البزنس والسياسة، وعن وصايا العمدة التي ما زالت حيّة في كل خطوة.
ممدوح مأمون يكشف أسرار السياسة والرياضة والعائلة في حوار خاص مع “المنصة 360”
“الجبهة الوطنية” بمركز قليوب تشعل الحراك التنظيمي في المحافظة
في هذا اللقاء، يتحدث مأمون عن التحديات التي واجهها في مسيرته، ورؤيته للسياسة والعمل العام، وأهمية المرأة والشباب في الحياة الحزبية، كما يفتح قلبه ليروي تفاصيل إنسانيته كأب، ومحبته للرياضة، وانتمائه الكروي الذي لا يخفيه.
وهذا أبرز ما جاء في مقابلة ممدوح مجدي مأمون لـ”المنصة 360″”:
العمدة مأمون الكبير إرث سياسي واقتصادي ممتد عبر الأجيال
وصية العمدة: مستشفى عالمي وتعليم أجيال
الجبهة الوطنية حزب الرؤية الجديدة
تفاصيل أزمة شائعة المخدرات تضحكني كثيرا
المرأة والشباب والإعلام أمانات سيادية وسر نجاح أي حزب
لا أبحث عن الحصانة بل أبحث عن خدمة الناس
أنا أهلاوي حتى النخاع وحماي الفنان هاني شاكر أكبر زملكاوي
رسالتي للشباب: طوّر نفسك وشارك في التغيير”
المنصة 360: في الطريق إلى مكتبك كل من كان في استقابلنا لا يردد سوى جملة واحدة “أهلا بكم في مكتب العمدة”.. من العمدة؟
العمدة هو ممدوح مأمون، واسمه الكامل ممدوح عبد الحليم مأمون، وهو عمي، وكان رجلًا سياسيًّا، وكان كبير عائلة مأمون خلال الخمسين سنة الماضية، فقد كان يُعَدّ الأب الروحي للعائلة، وكبيرها، وكبير القرية عندنا في قرية قلما، كما كان من كبار محافظة القليوبية بأسرها، وناشطًا في الحياة السياسية منذ سنوات طويلة، وقد ورث ذلك عن أخٍ له أكبر منه، ثم عن جدي، إذ كانت العائلة منخرطة في السياسة منذ زمن بعيد، منذ نحو عام 1920 تقريبًا، في عهد الملك، حين كان هناك مجلس أمة.
كان العمدة شخصًا فريدًا لم أرَ مثله في حياتي، من الجيل الأول بقي اثنان من أعمامي، أطال الله في عمرهما، أما الباقون فقد توفاهم الله، ومنهم أبي والعمدة، نسأل الله أن يجمعنا بهم في الجنة إن شاء الله.
المنصة 360: إذن حدثنا عن الفرق بين الجيل الأول للعائلة في إدارة البزنيس والجيل الثالث الموجود حاليا؟
الجيل الأول من العائلة في مجال الأعمال واجه صعوبات كبيرة، لأنهم بدأوا من الصفر تمامًا، ففي أوائل الثمانينيات، قرر عمي ممدوح مأمون أن يجمع إخوته، إذ كان كل واحد منهم يعيش في مكان مختلف، فعقد لهم اجتماعًا وقال: “نريد أن نبدأ مشروعًا خاصًا”، ومن هنا وُلد مشروع ثلاجات مأمون عام 1978.
بدأوا معًا من جديد بعدما تفرّقوا في السبعينيات، وكان العمل التجاري وقتها أسهل، والفرص متاحة، وقد استغلوها جيدًا، لأن العمدة كانت لديه رؤية بعيدة المدى، كأنه يرى ثلاثين سنة إلى الأمام.
المنصة 360: ما الشيئ الأكثر صعوبة في البيزنس؟
تأسيس أي مشروع أمرٌ صعب، لكن الحفاظ عليه أيضًا صعب، غير أن البدء من الصفر هو الأصعب بلا شك، ففي زمننا الحالي، لكي تبدأ مشروعًا من العدم، تحتاج إلى جرأة كبيرة وإصرار شديد، أما في زمنهم، فكانت الفرص أوسع والمنافسة أقل.
واليوم أصبح الحفاظ على الأعمال، خصوصًا العائلية منها، أمرًا شاقًا جدًا، لأنه يحتاج إلى تفاهم بين الأجيال، ونحن في مجموعة مأمون نعمل على تطبيق مبدأ “الحوكمة” لضمان استمرارية الكيانات الكبيرة عبر الأجيال.
المنصة 360: ومتى توفى العمدة مأمون وبما أوصاكم؟
العمدة ممدوح توفي عام 2020 أثناء جائحة كورونا، وكان قد أوصانا بالاستمرار في الخدمة المجتمعية، التي اعتبرها واجبًا لا مجال للتهاون فيه. فقراراته كانت نافذة على الكبير والصغير، وقد ربّانا على ضرورة الاستمرار في خدمة الناس.
وقبل وفاته، أنشأ مستشفى في قرية قلما، وأوصانا بتطويرها لتصبح مستشفى عالميًّا إن شاء الله، كما أوصانا بدعم التعليم لأنه رآه أساس نهضة الدولة.
المنصة 360: أشعر من حديثكم أن لديكم مجلس للعائلة لتنفيذ الوصية ومتاببعة كل شيئ؟
نعم.. نحن كعائلة نعقد مجلس عائلة بانتظام، نناقش فيه ما سنقوم به سنويًّا من مشروعات مجتمعية، ونخصص لها مبالغ محددة، ويوافق الجميع دون اعتراض، وقد رسّخ العمدة هذا المبدأ فينا، فزرع بين الأجيال الثانية والثالثة روح الترابط العائلي.
كان عبئه ثقيلًا لأنه شخصية فريدة وذات علاقات واسعة في القليوبية وعلى مستوى الجمهورية، وأنا أتمنى أن أواصل مسيرته، وأكون خير خلفٍ له، وأسعى لذلك بإذن الله.
المنصة 360: في السياسة لماذا اختار ممدوح مجدي مأمون حزب الجبهة الوطنية؟
اخترت حزب الجبهة الوطنية لأنني وجدت أنه حزب يأتي برؤية سياسية جديدة، يضم قامات كبيرة مثل الدكتور عاصم الجزار رئيس الحزب، والدكتور سيد القصير أمير الحزب، والأستاذ أحمد برسلان أمين التنظيم.
المنصة 360: وماذا وجدت لدى تلك الأسماء؟
وجدت عندهم فكرًا مختلفًا، يسعون لاختيار رموز من العائلات الكبرى في المحافظات، ويبحثون عن أشخاص يحبّون خدمة الوطن لا عن أصحاب مصالح شخصية، فشعرت أن توجههم هو ما أبحث عنه، وقررت الانضمام إليهم لأخدم الدولة من خلال الحزب.
المنصة 360: وهل تنوي الترشح كمستقل في انتخابات النواب 2025؟
لا لن أترشح كمستقل، لأنني ملتزم بالحزب، وسأدعمه سواء اختارني أو لم يخترني، لأنني أؤمن بالمؤسسة لا بالأفراد.
كنا نعلم أن الأحزاب ستعلن عن أسماء مرشحيها في منتصف سبتمبر تقريبًا، ثم صدر قرار بالتأجيل دون معرفة السبب في البداية، إلى أن علمنا أن الرئيس تدخل شخصيًّا، وهو أمر يُحترم جدًا، لأنه يتابع تفاصيل البلاد عن قرب.
المنصة 360: وكيف ترى ملف المال السياسي في الانتخابات بشكل عام؟
نعم سمعنا كذلك عن حديث الأموال في الانتخابات، لكني أؤكد أن هذا مجرد كلام متداول، فلم يعرض عليّ أحد أن أدفع مالًا أو أشتري أصواتًا، وأشعر أن هذه المرة ستكون الاختيارات وعيًا حقيقيًّا، وأن الدولة تمضي في الاتجاه السياسي الصحيح.
المنصة 360: وما مواصفات النائب النموذج من وجهة نظرك؟
النائب في برلمان 2025 يجب أن يكون نائبًا من الشارع، يعيش مع الناس ويعرف معاناتهم اليومية، ويخدم بصدق لا لمصلحة أو وجاهة.
وكنت أقول منذ عام 2020: لو أزيلت الحصانة من النواب، فلن يترشح كثيرون، لأننا نريد نوابًا يخدمون الناس لا من يبحثون عن الحصانة والمنافع، وفي عام 2020، عرض عليّ العمدة ممدوح أن أترشح، ولم أكن مهتمًا بالسياسة وقتها، لكنه أصرّ وقال: “أريدك أن تدخل المجلس القادم”، فوافقت احترامًا له.
المنصة 360: لكن هذه التجربة تحمل في الذاكرة موقف اعقتد أنك لن تنساه وهو الحديث عن المخدرات.. ما قصته؟
بالفعل أثناء التقدم للترشح كنت قد أجريت عملية جراحية في الكتف قبل الترشح بشهرين تقريبًا، وعندما أجريت الكشف الطبي ظهرت نتيجة خاطئة تُشير إلى “نسبة بسيطة من المخدرات”، رغم أنني لا أتعاطى أي شيء من هذا القبيل.
وشرحت لهم أن السبب ربما يعود إلى العملية والتخدير الطبي، وكنت على وشك تقديم تقرير الطبيب، لكن بعض من حولي قالوا: “لا تقلق، سنُنهِي الأمر”، ثم فوجئت باستبعادي بسبب ذلك التقرير، وانتشرت شائعات بأنني أتعاطى، وهو أمر احتسبته عند الله.
المنصة 360: وماذا كان رد فعل العمدة؟
العمدة نفسه عاتبني وقتها وقال: “لماذا لم تخبرني؟ كنت سأتصرف بنفسي”، لكنه عرف الحقيقة بعد ذلك، وأنا أدرك أن في مجتمعنا يحب الناس الكلام والافتراضات.
المنصة 360: هل اختلف الوضع بعد وفاة العمدة؟
بعد وفاة العمدة، شعرت أن بعض الناس لم يكونوا سعداء بوجودي، ربما لحسابات شخصية أو غيرة أو حسد، لكنني تعلمت أن أتعامل مع النفوس بهدوء ووعي، لأن النفوس البشرية بطبيعتها تميل إلى الغيرة، كما قال الله تعالى: “وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا”.
المنصة 360: ومن أول من دعمك بعد وفاة العمدة؟
بعد فضل العائلة.. تعرفت في عام 2020 على المهندس مصطفى مجاهد، وكان من الداعمين لي بشدة، ورشّح اسمي لمنصب أمين مساعد الحزب في القليوبية لحزب الجبهة الوطنية حاليا وهو شخصية محترمة ومتزنة، وله خبرة طويلة في العمل العام، وتعلمت منه كثيرًا، وأعتبره من أكثر من أحبوني بصدق.
المنصة 360: وماذا لم تم اختيار المهندس مصطفى مجاهد على قوائم الحزب؟
لو ترشح المهندس مصطفى، فسأكون في ظهره، لأن الأهم عندي هو مصلحة الحزب وأنا أعمل على إعداد برنامج سياسي طويل المدى لخمسين سنة قادمة، يهدف إلى تكوين كوادر وتحسين الحياة السياسية في القليوبية، بالتعاون مع نخبة من المتخصصين في العمل العام.
اليوم نرى أن كثيرين فقدوا الثقة في السياسة، إذ يقول الناس “الانتخابات مجرد كراتين”، ونحن نريد أن نغيّر هذه الصورة بالعمل الحقيقي على الأرض فالناس لن تصدق إلا من يعمل بين يديها طوال الوقت، لا فقط وقت الانتخابات.
خلال فترة الخمس سنوات بين كل انتخابات، يجب أن يكون هناك عمل ميداني فعلي، من خلال إنشاء وحدات حزبية في المراكز والقرى، حتى يشعر الناس بوجود أثر واقعي. الشعب المصري ذكي ويدرك من يعمل بصدق.
المنصة 360: ألا تخشى وجود حزب أخر على الأرض وله قاعدة شعبية عريضة؟
حزب الاغلبية إن صح القول الآن يعمل منذ 15 عامًا تقريبا على الأرض، ولديه قواعد قوية، أما حزب الجبهة الوطنية فقد بدأ نشاطه الفعلي منذ تسعة أشهر فقط، ومع ذلك حصل على مقعد في مجلس الشيوخ، وهذا إنجاز جيد كبداية، وسيكون له حضور أكبر مستقبلًا.
المنصة 360: كيف ترى دور المرأة في الحياة السياسية؟
المرأة تلعب دورًا محوريًا، فهي نصف المجتمع، وهي التي حسمت انتخابات الرئاسة وستخوض بقوة أي انتخابات قادمة، لذا يجب الاهتمام بـ أمانة المرأة داخل الحزب، لأنها ترى تفاصيل الحياة اليومية أكثر من الرجال، وكذلك أمانة الشباب، لأنهم من سينزلون إلى اللجان ويديرون الحملات الانتخابية.
ونحن لا نعتمد على تقديم المال أو الهدايا، بل على إقناع الناس بالعمل والنتائج وسنُكرّم الكوادر الجادة التي تعمل بإخلاص وتحقق نجاحًا حقيقيًا.
ودعني أوكد لك أن الأمانات السيادية في أي حزب هي المرأة والشباب والإعلام، لأن نجاح الحزب يعتمد عليهم.
المنصة 360: ماذا عن حياة ممدوح مجدي مامون الشخصية بعد وفاة زوجته نجلة الفنان هاني شاكر؟
تزوجت من دينا رحمها الله عام 2008، ورُزقنا بتوأم، ولد اسمه مجدي وبنت أسميناها مليكة، لكن زوجتي توفيت بعد الولادة بنحو عامين، بعد رحلة علاج طويلة.
الآن أولادي في السابعة عشرة من عمرهم، في المرحلة الثانوية الأميركية، وأنا حريص على تخصيص وقت يومي لهم مهما كانت انشغالاتي، أحاول دائمًا أن أكون أبًا قريبًا منهم، وأتعلم منهم كثيرًا، لأن الأطفال صادقون في ملاحظاتهم وانتقاداتهم.
المنصة 360: وماذا عن الرياضة في جدولك اليومي؟
أنا محبّ كبير للرياضة، كنت ألعب كرة القدم ثم التنس والإسكواش، وأؤمن أن الرياضة تغيّر المزاج وتحسن الصحة النفسية، نلعب في القرية مباراة أسبوعية كل يوم جمعة تحت اسم “فريق يوم الجمعة”، والرياضة عندي ليست هواية فحسب، بل أسلوب حياة.
الرياضة أهم وسيلة لحماية شبابنا من المخدرات والعادات السيئة، لذا يجب دعم مراكز الشباب وتطويرها وتشجيع الموهوبين.
المنصة 360: ممدوح مأمون أهلاوي أم زملكاوي؟
أنا أهلاوي متعصب منذ الصغر، خضعت لاختبارات النادي الأهلي وأنا في الثانية عشرة من عمري، وكنت سأستمر لولا رفض والدتي بسبب كلمة سمعتها في التمرين! ومنذ ذلك الوقت وأنا من أشد مشجعي الأهلي.
المنصة 360: ما رسالتك للشباب؟
رسالتي للشباب واضحة وأكرهها دوما: اعملوا على تطوير أنفسكم باستمرار، وخصصوا وقتًا يوميًا للرياضة، ولصلة الرحم، وللتعلم، ونظّموا وقتكم جيدًا، لأن التنظيم هو سرّ النجاح.


المنصة 360: وما رسالتك لأهالي القليوبية؟
قال الله تعالى: “إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ”.
علينا أن نبدأ بأنفسنا، فحين يجتهد كل فرد سيعمّ الخير على الجميع.
وأؤكد أنني موجود بينكم دائمًا، سواء كنت في البرلمان أم لا، وسأظل أخدم أهل دائرتي في أي وقت، لأننا تربّينا على ذلك.
كما أدعو الجميع إلى المشاركة في الحياة السياسية الجديدة في مصر، فصوت كل فرد أمانة يجب أن يؤديها بصدق.
وأقول للشباب خصوصًا: اجتهدوا وشاركوا، لأنكم أنتم القادرون على التغيير، وأنتم الذين ستجبرون الجميع على الإصلاح بوجودكم الفعّال في الشارع.



