عالم السوشيال ميديا.. من لم يتحكم فيه، تحكم فيه!

بقلم: إيهاب نجاح جندية
لم تعد السوشيال ميديا مجرد وسيلة ترفيه أو تواصل، بل أصبحت جزءًا من حياتنا اليومية، تسكن هواتفنا وتشاركنا تفاصيل يومنا من أول لحظة نصحى فيها لحد ما ننام.
وجودها في بيوتنا له جوانب إيجابية كتير، لكن كمان تأثيرها محتاج وعي وحكمة في التعامل معاها.
الإيجابيات داخل البيوت
السوشيال ميديا قربت البعيد، وسهّلت التواصل بين الأهل والأصدقاء حتى لو في بلاد مختلفة.
بقت وسيلة للتعلّم، والطهي، وتربية الأطفال، وتنمية المهارات.
كمية الفيديوهات التعليمية والوصفات والمحتوى المفيد اللي بيخلينا نتطور كل يوم بقت كبيرة جدًا.
كمان ساعدت ناس كتير تفتح مشاريع صغيرة من البيت وتكسب رزقها بكرامة.
تأثيرها على النساء
الست بقت تقدر تشتغل من بيتها، وتتعلم، وتفتح مشروع أونلاين.
لكن في نفس الوقت، المقارنة الكتيرة بين حياتها وحياة غيرها على السوشيال ميديا ممكن تسبب ضغط نفسي أو إحساس بالنقص.
الوعي هنا هو المفتاح: خدي المفيد وسيبي الباقي، لأن السوشيال ميديا مش دايمًا بتعرض الحقيقة.
تأثيرها على الأطفال
الأطفال أكتر فئة بتتأثر بالسوشيال ميديا، سواء من الألعاب أو الفيديوهات أو المؤثرين.
لو استخدموها صح، ممكن يتعلموا حاجات مفيدة وينمّوا قدراتهم.
لكن الاستخدام الزايد بيأثر على تركيزهم، وسلوكهم، ونومهم.
وهنا دور الأسرة في التوجيه والرقابة، مش المنع الكامل.
الاستخدام الخاطئ.. خطر صامت
من أخطر ما جلبته التكنولوجيا على بيوتنا هو الانفتاح بلا حدود.
فكثير من الشباب – وحتى بعض الكبار – وقعوا فريسة للمواقع الإباحية ومحتوياتها المدمرة، التي تهدم الأخلاق وتضعف الإرادة وتزرع أفكارًا بعيدة تمامًا عن قيمنا وديننا.
هذه المواقع لا تدمّر الجسد فقط، بل تسرق راحة البال، وتكسر الثقة بين الأزواج، وتشوّه صورة العلاقات الإنسانية الحقيقية.
ولذلك يجب أن يكون الوعي الرقمي والتربية الإيمانية هما السلاح الأول لمواجهة هذا الانحدار الأخلاقي الخطير.
كلمة حق
وكما ذكر في خطبة الجمعة شيخنا الجليل ابن قرية ميت حلفا الشيخ جمال شراقي، فإن السوشيال ميديا أصبحت تؤثر على بيوتنا ونسائنا وأبنائنا، وأصبحت سببًا في ضياع كثير من الوقت والعلاقات إن لم نحسن استخدامها، فصارت تحتاج إلى وعي وإدارة من كل رب أسرة وأم واعية.
نصائح لحياة رقمية متوازنة
1. خصص وقتًا محددًا لاستخدام السوشيال ميديا، ولا تتركها تسرق يومك.
2. اجعل أولادك يستخدموها بهدف التعلم لا التسلية فقط.
3. لا تقارن حياتك بحياة الآخرين على الإنترنت، فكل إنسان له ظروفه الخاصة.
4. شارك أبناءك المحتوى اللي بيتابعوه، علشان تفهم تفكيرهم وتوجههم.
5. استخدم السوشيال ميديا في الخير.. رسالة، دعاء، معلومة، أو كلمة طيبة.
6. تجنّب المواقع المشبوهة والمحتويات الإباحية، فهى بداية الطريق لفقدان البركة والسكينة داخل البيت.
الخلاصة
السوشيال ميديا سلاح ذو حدين، ممكن تكون باب للنور أو باب للضياع.
المفتاح في إيدينا: نستخدمها بوعي، ونعلّم أولادنا إن العالم الحقيقي مش كله شاشة ومتابعين، لكن حب وتواصل حقيقي داخل البيت.



