
بقلم: أحمد سيف
الأمين العام المساعد لحزب الجبهه الوطنيه بالقليوبيه
شهدت قمة الدوحة الأخيرة حضوراً لافتاً للرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي جاء خطابه ليؤكد على ثوابت السياسة المصرية تجاه القضايا العربية، ويضع إطاراً واضحاً لدور مصر المحوري في إعادة لمّ الشمل العربي في لحظة فارقة تمر بها المنطقة.
كان لافتاً أن كلمة الرئيس لم تكن مجرد خطاب بروتوكولي، بل حملت رسائل سياسية تاريخية عميقة، عكست خبرة تراكمت على مدار سنوات من العمل الدؤوب لاستعادة مكانة القاهرة كجسر تواصل بين العواصم العربية.
من أجل اصطفاف وطني يضمن مستقبل الأجيال
كلام من القلب
الرئيس السيسي أعاد للأذهان بكل قوة خطاب القوة المصرية مخاطبا الكيان المعتدي على السيادة القطرية بـ”العدو”، كذلك كانت رسالته لشعب هذا الكيان بأن تصرفات حكوماتكم تهدد السلام القائم والسلام القادم في المستقبل أيضا.
منذ تولي الرئيس السيسي المسؤولية، وضع نصب عينيه أن استقرار مصر لا ينفصل عن استقرار الإقليم بأكمله، وأن قوة العرب تكمن في وحدتهم.
كلمة الرئيس في قمة الدوحة جاءت لتعيد التأكيد على هذه الرؤية، فقد دعا السيسي بوضوح إلى تغليب لغة الحوار على صوت السلاح، وإلى تغليب المصلحة العربية العليا على الخلافات الثنائية.
وأشار بصرامة إلى أن التحديات الاقتصادية والأمنية التي تواجه الشعوب العربية لا يمكن لأي دولة أن تتجاوزها بمفردها، بل تتطلب تكتلاً عربياً صلباً، يقوم على احترام سيادة الدول وحسن الجوار.
ولا أخفيكم إن هذه الروح العملية هي ما جعلت كلمته تجد صدى لدى كثير من القادة العرب، الذين لمسوا أن القاهرة تسعى إلى تقريب المواقف لا إلى تعميق الاستقطاب.
اللافت أيضاً أن خطاب السيسي لم يقتصر على الجانب السياسي، بل تطرق إلى البعد الاقتصادي، داعياً إلى تعزيز التكامل بين الدول العربية، بما يعكس إدراكه أن الاستقرار السياسي لن يتحقق دون تنمية اقتصادية حقيقية يشعر بها المواطن العربي.
أخيرا وفي زمن تتنازع فيه المنطقة صراعات متعددة، فإن وجود مصر بقيادة السيسي كقاطرة لوحدة الصف العربي يعد ضرورة استراتيجية لا غنى عنها.
ويمكن القول إن الرئيس عبدالفتاح السيسي قدّم في قمة الدوحة خطاباً يليق بزمن التحديات، خطاباً يجمع بين الواقعية والأمل، وبين الحزم والمرونة.



