
بقلم: خالد الهليلي
من يتأمل مسار الحياة السياسية في مصر خلال السنوات الأخيرة، يجد أن الرئيس عبد الفتاح السيسي لم يتوقف يومًا عن الرهان على طاقة الشباب ووعيهم، باعتبارهم الركيزة الأساسية لبناء المستقبل.
فالشباب ليسوا مجرد فئة عمرية عابرة، بل هم قوة مجتمعية وسياسية قادرة على صياغة حاضر جديد، ووضع أسس راسخة لمستقبل أكثر استقرارًا وإبداعًا.
لقد جاءت مبادرات الرئيس السيسي، من مؤتمرات الشباب الوطنية والعالمية، إلى برامج التدريب والتأهيل داخل الأكاديمية الوطنية، لتؤكد أن الدولة تؤمن بأن الشباب هم شركاء حقيقيون في صنع القرار، بل إن الرسالة الأوضح كانت أن المشاركة السياسية للشباب لم تعد خيارًا، وإنما ضرورة وجودية لأي دولة تسعى للاستمرار والتطور.
كلام من القلب
لكن الواقع لا يزال يحتاج إلى خطوات أوسع، وإلى شجاعة أكبر من مؤسسات الدولة والأحزاب السياسية في فتح الأبواب كاملة أمام هذه الطاقات. فتمكين الشباب لا ينبغي أن يقتصر على الحوارات أو الفعاليات الرمزية، بل يجب أن يمتد إلى منحهم الفرصة لتولي المناصب القيادية داخل البرلمان، المجالس المحلية، والهيئات التنفيذية، هذا الدمج الواقعي سيجعل الشباب يتعلمون بالممارسة، ويمنح السياسة المصرية دمًا جديدًا قادرًا على مواجهة تحديات العصر.
المجتمع المصري زاخر بالكفاءات الشابة في مجالات متعددة؛ من الاقتصاد إلى التكنولوجيا، ومن الفنون إلى الرياضة.
هذه الطاقات تحتاج إلى منصة سياسية حقيقية تعكس أحلامهم وتطلعاتهم، بعيدًا عن النظرة التقليدية التي تجعل السياسة حكرًا على الأجيال الأكبر.
وهنا يأتي دور الأحزاب في إعادة بناء هياكلها الداخلية لتستوعب الشباب كقوة دفع، لا كديكور انتخابي.
من أجل اصطفاف وطني يضمن مستقبل الأجيال
إن رهان الرئيس السيسي على الشباب يجب أن يقابله وعي مجتمعي ورسمي بضرورة الاستثمار في عقولهم وأفكارهم، وإعطائهم فرصة كاملة للتعبير والمشاركة وصناعة القرار.
فإذا كان المستقبل للشباب كما أكد الرئيس مرارًا، فإن الواجب اليوم هو تسليمهم مفاتيح هذا المستقبل، والثقة في قدرتهم على الحفاظ على الدولة المصرية قوية وراسخة.
إن التاريخ يعلمنا أن الأمم لا تنهض إلا بسواعد شبابها، ومصر – بتاريخها العريق – لن تستثنى من هذه القاعدة. المطلوب فقط أن نفتح الطريق، ونمنح الفرصة، وندعم الحلم حتى يتحول إلى واقع.
كلمة أخيرة: الشباب ليسوا مجرد مستقبل بعيد، بل هم الحاضر الحقيقي الذي يجب أن نتعامل معه بجدية ومسؤولية، لأن مصر لا يمكن أن تنهض إلا بهم ولهم.



