هنا ميت حلفا.. مستشفى بلا حياة ووعد بلا وفاء!

بقلم: إيهاب نجاح جنديه
في قلب ميت حلفا، تقف مستشفى ضخمة صُممت لتكون منارة طبية تخدم القرية والقرى المجاورة.
لكنها اليوم تعمل بعُشر طاقتها فقط… وكأنها مجرد عيادة صغيرة تفتح أبوابها على استحياء.
كان تصميم المستشفى يشمل أقسامًا للعمليات، وأخرى للولادة، ووحدة غسيل كلوي، وعيادات استقبال مجهزة لخدمة الجميع.
كل ذلك كان واقعًا ملموسًا، ثم أصبح حلمًا بعيد المنال بعد أن تم سحب كرسي مجلس النواب من قريتنا عقب رحيل النائب الحاج فاروق سعد الديب – رحمه الله عليه – الرجل الذي كان الصوت الحقيقي لأهالي ميت حلفا.
لم يقتصر النقص على المستشفى فقط، بل امتد الإهمال ليشمل كل ما يمس حياة الناس اليومية.
فنحن نفتقد إلى وحدة مطافي قادرة على التدخل في لحظات الخطر، وسيارة إسعاف تنقذ الأرواح بدل انتظار المجهول، رغم أن المستشفى لا تبعد سوى مائة متر فقط عن الطريق الدائري وتخدم آلاف المواطنين من ميت حلفا والقرى المجاورة.
حتى مياه الشرب لم تسلم، فأهل القرية يعتمدون على مياه الفلاتر العمومية في ظل غياب شبكة مياه نقية تليق بالمواطنين.
أما الشوارع فما زالت تنتظر الرصف بالإنترلوك، في حين محطة الغاز داخل القرية، لكن البيوت ما زالت محرومة منه!
ميت حلفا لا تحتاج وعودًا جديدة، بل تحتاج نظرة صادقة من المسؤولين، ويدًا تمتد بالإصلاح والعمل.
وعلى النائب القادم أن يعلم أن الأولوية القصوى لأبناء القرية هي إعادة تشغيل المستشفى بكامل طاقتها، وتوفير الخدمات الأساسية التي تُعيد لميت حلفا حقها في الحياة الكريمة.



