إنفلونزا مبكرة وفتّاكة.. متحور K يثير الرعب حول العالم

كتبت – مريم صالح
تواجه أوروبا مع اقتراب موسم الشتاء تهديدًا صحيًا مفاجئًا، مع الانتشار السريع لمتحور الإنفلونزا K الذي سبق موعد ظهوره المعتاد،.
مسجلًا معدلات إصابة مرتفعة ومضاعفات خطيرة بين كبار السن والأطفال والفئات الأكثر ضعفًا. ويحذر خبراء الصحة من ضغط كبير محتمل على المستشفيات، خاصة في ظل محدودية فعالية اللقاح الحالي في مواجهة هذا المتغير الجديد، مما يجعل التطعيم المبكر والالتزام بالإجراءات الوقائية أكثر أهمية من أي وقت مضى.
9 علماء مصريون في قائمة ستانفورد العالمية
ووفقًا للمركز الأوروبي للوقاية ومكافحة الأمراض (ECDC)، فقد وصل موسم الإنفلونزا مبكرًا وبحدة إلى نصف الكرة الشمالي، بعد الانتشار السريع للمتغير الفرعي K من فيروس A(H3N2) الذي تم رصده في دول عدة بينها المملكة المتحدة والولايات المتحدة واليابان.
وتشير التقارير إلى أن هذا الوضع قد يفاقم الضغط على الأنظمة الصحية الأوروبية، خاصة مع احتمال وجود فجوة بين تركيب اللقاح الحالي والمتغير المنتشر، بحسب صحيفة الباييس الإسبانية.
خصائص المتغير K
يحمل المتغير K سبع طفرات رئيسية في بروتين الهيماجلوتينين (HA)، تزيد من قدرته على الالتصاق بالخلايا البشرية وتجاوز المناعة المكتسبة من الإصابة السابقة أو التطعيم.
ونتيجة لذلك، تنتشر العدوى بصورة أسرع، متقدمةً بعدة أسابيع مقارنة بالمواسم السابقة.
وفي اليابان، أدى ظهور المتغير إلى موجة مبكرة من الإنفلونزا قبل موعدها بنحو خمسة أسابيع، وتسبب في إغلاق أكثر من 100 مدرسة وارتفاع واضح في ضغط المستشفيات، خصوصًا بين الأطفال.
كما شهدت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة زيادة كبيرة في الإصابات وانتشارًا متسارعًا للفيروس، وهو السيناريو الذي تتجه أوروبا نحوه حاليًا.
توقعات الوضع في إسبانيا
أوضح الدكتور أنتوني تريلا، أستاذ الطب الوقائي والصحة العامة بجامعة برشلونة، أن المؤشرات الحالية ترجّح تقدم موسم الإنفلونزا في إسبانيا لعام 2025-2026 بنحو 3 إلى 4 أسابيع، مع احتمال وصول ذروة الإصابات في نهاية العام، مما قد يزيد الضغط على الخدمات الصحية خلال فترة العطلات.
فعالية لقاح الإنفلونزا
حذّر الخبراء من أن لقاح هذا الموسم أُعِد قبل رصد المتغير الجديد، وهو ما قد يحد من فعاليته في منع العدوى.
ومع ذلك، تشير البيانات الأولية إلى أن اللقاح لا يزال يوفر حماية مهمة، تتراوح بين 70-75% للأطفال و35-40% للبالغين. ويؤكد الأطباء أن الهدف الرئيسي للقاح يبقى تقليل المضاعفات الخطيرة ودخول المستشفيات والوفيات.
تحذيرات وإرشادات للفئات الأكثر عرضة
رفع ECDC مستوى الخطر من متوسط إلى مرتفع بالنسبة لكبار السن، والحوامل، وذوي الأمراض المزمنة، والمصابين بضعف المناعة، ونزلاء دور الرعاية. ودعا المركز إلى:
التطعيم الفوري دون تأجيل للفئات المستهدفة.
استخدام مضادات الفيروسات مبكرًا في الحالات عالية الخطورة.
دراسة تقديم الوقاية الدوائية في دور الرعاية عند حدوث تفشيات.
تعزيز إجراءات الوقاية داخل المستشفيات والمرافق الصحية، بما في ذلك ارتداء الكمامات.
تكثيف حملات التوعية بالنظافة التنفسية والسلوكيات الوقائية.



