رأي وتحليل

أنصفوا معلمى اليوم

بقلم: إسماعيل الداد

كلمة المعلم تعنى الكثير لهؤلاء الذين ارتقوا سلم المجد فصار منهم الطبيب الذى يدواى الجراح والمهندس الذى يبنى ويعمر والمفكر الذى يصلح وينير وغيرهم ممن يزهو بهم المجتمع …

والناس لا يكفون عن المقارنة بين معلمى الأمس ومعلمى اليوم من حيث الإخلاص والفضيلة وحسن الأداء ودائما ما ينتصرون لمعلمى الأمس وحق لهم ذلك ..

ولكنى أقول – وأنا المعلم الذى شرف بمزاولة تلك المهنة ما يقارب الثلاثين عاما – أنصفوا معلمى اليوم فإنهم والله مبتلون بما لم يُبتلَ به أسلافهم …

بالأمس كان المعلم شريكا للأسرة فى التربية يعينهم ويعينونه واليوم غاب دور الأسرة المنشغل راعيها باكتساب لقمة العيش تاركا للمعلم وحده عبء التربية والتقويم ..

بالأمس كانت الأذهان صافية والكتاب رفيق الصغير قبل الكبير واليوم يجد المعلم نفسه أمام طلاب سيطرت عليهم آلاف الأفكار الهدامة وذهب ببراءتهم ما شاهدوه من محتوى لا أخلاقي على مواقع الإنترنت وشاشات المنازل والسينما ..

بالأمس كان المعلم يعمل فى حقل يقدس العلم ويراه غاية عليا ووسيلة لنيل المنى واليوم يجد المعلم نفسه أمام فكر مجتمعى جديد يرى لاعبى الكرة والممثلين صفوة المجتمع وقدوة أبنائه

مستصغرا العلم لأنه لم يعد مصدرا للشهرة أو المال

بالأمس كان المعلم مُهابا فى كل المحافل واليوم لم يعد له ذكر إلا فى مواضع النقد والتشهير ..

أنا لا أنكر أن ثمة نماذج من المعلمين قد أساءوا لتلك المهنة المقدسة بطريقة أو بأخرى ولكنهم ليسوا مقياسا للحكم ،

فمعلمو مصر ما يزالون بخير لكنهم فى حاجة إلى من يرفق بهم ويرعى مصالحهم ويزلل لهم العقبات ويمنحهم حياة كريمة تليق برسالتهم المقدسة وتعينهم على حسن أدائها .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى