الأم نبض الحياة

بقلم: عصام الدين عادل إبراهيم
عندما نولد لا نعرف تاريخ أو جغرافيا ، ولا عقيدة ولا سياسة، نولد وليس لدينا علم أو ثقافة من حولنا. وعليه نبدأ نتطلع إلى المحيط بنا ونتعرف عليه، إلا الأم وحنانها وعطاءها الشيء الوحيد الذي لم ينقطع مع الحبل السري .
فالأم هي الملاذ والسكن ، فكرمها الله من فوق سبع سماوات، وكرمها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وأوصى بها عندما سئل (من أحق الناس بصحبتي يا رسول الله قال: أمك ،قال ثم من ؟ قال: أمك ،قال ثم من ؟ قال : أمك، قال ثم من ؟ قال: أبوك ) فأين مكانة الأم والأب اليوم؟ أين ثقافة وخلق القرآن وتوصيته بحسن معاملتهما قال تعالى في سورة لقمان الأيه 15 ( وإن جاهداك على أن تشرك بي ماليس لك به علم فلاتطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا ، واتبع سبيل من أناب إلى، ثم إلى مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون).
وقال تعالى في سورة الإسراء الأيه 23 ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا، إما يبلغنا عندك الكبر أحدهما أو كلاهما، فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما ، وقل لهما قولا كريما).
إن ارتباط الأبناء بالأمهات والأباء هو منبع الانتماء للوطن والأرض ونخوة الغيرة على الأرض والعرض، فماذا حدث؟ لماذا فقدنا تلك الروابط ؟ لماذا أصبحت مانشيتات العقوق والاغتصاب والقتل والسرقات والخطف والاعتداءات بشتى صورها هى صدارة النشرات والصحف ومجال المحادثات والدراما ، فأصبحت الإنحرافات والشهوات أقرب الينا من ديننا حتى في الفكاهة والنكت، وارتضت المرأة أن تكون بجسدها سلعة تتربح منها فكانت على رأس الاعلانات والأفيشات في الشوارع، وأصبحت وسيلة النجومية والشهرة والترقي والحصول على الصفقات وغير ذلك، فكيف تكون الحياة؟ وكيف ينبض قلب ماتت فيه العقيدة وأصبح دينه هواه؟.
وإنا لله وإنا إليه راجعون
والله المستعان والموفق وعليه قصد السبيل
جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر عن وجهة نظر الكاتب فقط، ولا تعبّر بالضرورة عن موقف أو توجه المنصة 360.



