مرشحو قليوب والقناطر الخيرية 2025: تحديات وصراع من نوع خاص

بقلم: محمد شعبان شلبي
تُعد الدائرة الانتخابية التي تشمل مركزي قليوب والقناطر الخيرية بمحافظة القليوبية نموذجاً مصغراً للتباين الجغرافي والاجتماعي في الدلتا المصرية.
مما يفرض تحديات وصراعات انتخابية ذات طابع خاص على مرشحي برلمان 2025. ففي هذه الدائرة، لا يكفي المال أو الشهرة للفوز، بل يجب على المرشح أن ينجح في توحيد جبهتين مختلفتين تماماً: الحضر الصناعي والريف العائلي.
التحدي الأول: الموازنة بين “جبهة قليوب الصناعية” و “جبهة القناطر الزراعية”
الصراع في هذه الدائرة هو صراع ديمجغرافي بامتياز، حيث يجب على المرشح الفائز أن يكون مقبولاً في كلا المركزين:
المحور قليوب (الكتلة الحضرية)
القناطر الخيرية (الكتلة الريفية)طبيعة التنافس قائم على الخدمات العاجلة والمصالح الاقتصادية (صرف صحي، طرق، فرص عمل).قائم على الولاء العائلي والامتداد التاريخي (مشاكل الري، دعم المزارعين، تلبية المناسبات).الناخب الفعالالشباب والعمال وأصحاب الأعمال الصغيرة.العائلات الكبرى، المزارعون، وكبار السن.مقياس النجاحالكفاءة التنفيذية والقدرة على جلب الخدمات.الثقة الموروثة والقدرة على الحشد العائلي.
المرشح الذي يفشل في إثبات قدرته على تمثيل مطالب الجانبين يواجه خطر الانقسام في الأصوات.
التحدي الثاني: صراع الأحزاب المنظمة ضد النفوذ الشخصي
يتميز التنافس في هذه الدائرة بـ “صراع القوة المُنظمة مقابل القوة الموروثة”:
- قوة الأحزاب الكبرى (مستقبل وطن )
تحاول الأحزاب الكبرى ترشيح كوادر تملك أصلاً عائلياً مقبولاً، لدمج القوة التنظيمية الحزبية مع القوة الاجتماعية. دورهم هنا هو ضمان تماسك الأصوات في المدن عبر آليات الحشد، وتقديم الدعم اللوجستي لمرشحيهم.
- قوة المستقلين وأصحاب العائلات
يعتمد هذا النوع من المرشحين على شبكة علاقات واسعة تُدار بجهد شخصي وعائلي كبير. التحدي الذي يواجهونه هو اختراق القواعد الحزبية التي تسيطر على جزء من المشهد السياسي الرسمي، والاعتماد بشكل كامل على ثقلهم الشعبي في قرى القناطر والضواحي.
- دور حزب ( الجبهة الوطنية)
تجد الأحزاب التي تعمل على البناء التنظيمي فرصة هنا لتقديم مرشحين يركزون على البرامج والإصلاحات التشريعية، مستغلين حالة الاستياء من ضعف الخدمات في بعض المناطق. التحدي هو تحويل الدعم الجماهيري في المؤتمرات إلى أصوات حقيقية يوم الاقتراع.
التحدي الثالث: الخدمات كـ “ورقة رابحة وحاسمة”
في هذه الدائرة، تُعد الخدمات العامة هي ورقة الفرز النهائية. فالكثير من مناطق قليوب والقناطر ما زالت تعاني من تحديات مزمنة:
البنية التحتية: ضعف شبكات الصرف الصحي والمياه في بعض القرى الكبرى.
الطرق والمواصلات: الحاجة لتحسين الطرق الفرعية وربط القرى بشبكة النقل الرئيسية.
مشاكل الفرز الزراعي: التي تؤثر مباشرة على مصدر دخل أهالي القناطر الخيرية.
المرشح الذي يتمتع بسجل خدماتي سابق واضح، أو يقدم تعهدات قابلة للقياس بشأن هذه القضايا، سيرجح كفته بشكل كبير في مواجهة المنافسين.
خلاصة الصراع: لمن يذهب الميزان؟
صراع قليوب والقناطر الخيرية في برلمان 2025 هو صراع بين نفوذ الأرض وتنظيم الحزب. لن يفوز فيه مرشح قوي في قليوب ضعيف في القناطر، أو العكس. بل الميزان يذهب إلى:
المرشح الذي ينجح في بناء تحالف قوي يجمع بين ثقل عائلي من القناطر، ودعم تنظيمي حزبي فعال في قليوب، مع تقديم برنامج خدمي يركز على قضايا المياه والصرف والتشغيل.
وهو ما يجعل المنافسة في هذه الدائرة “صراعاً من نوع خاص” يتطلب مرشحاً لديه القدرة على العبور بذكاء فوق كل هذه التناقضات الجغرافية والاجتماعية.



