أهم الاخباررأي وتحليل

الوعي الانتخابي وثقافة الناخبين

بقلم: سعيد خليل جندية

مع اقتراب موعد انتخابات مجلس النواب 2025، تبرز الحاجة الملحة إلى رفع مستوى الوعي الانتخابي لدى المواطنين، بوصفه الركيزة الأساسية لإنجاح أي عملية ديمقراطية حقيقية.

فالانتخابات ليست مجرد وضع علامة أمام اسم مرشح، بل هي ممارسة وطنية ومسؤولية مجتمعية تتطلب فهمًا دقيقًا لطبيعة النظام الانتخابي وآلياته، خصوصًا ما يتعلق بمقاعد الفردي والقائمة.

من المهم أن يدرك الناخب أن آلية التصويت في المقاعد الفردية هذا العام تُلزمه باختيار ثلاثة مرشحين، وليس مرشحًا واحدًا فقط، وفقًا لما نصت عليه ضوابط انتخابات مجلس النواب 2025.

وهذا التغيير يتطلب انتباهًا وتفهمًا حتى لا تضيع الأصوات نتيجة الجهل بالإجراءات. فاختيار ثلاثة مرشحين يمنح الناخب مساحة أوسع للمفاضلة بين الكفاءات ويعزز من فرص تمثيل متوازن في البرلمان.

كما يجب التفريق بوضوح بين القائمة الحزبية التي تضم مجموعة من المرشحين يُنتخبون مجتمعين وفق الانتماء السياسي أو البرنامج الجماعي، وبين المقاعد الفردية التي تعتمد على شخصية المرشح وكفاءته وخدمته العامة، بغض النظر عن انتمائه الحزبي، هذا الوعي هو ما يضمن أن يكون صوت المواطن أداة بناء لا وسيلة مجاملة أو انقياد عاطفي.

المشاركة في الانتخابات ليست خيارًا هامشيًا، بل واجب وطني مقدس، فكل صوت يُدلي به المواطن يسهم في رسم ملامح مستقبل الوطن، وتحديد من يمثل مصالحه تحت قبة البرلمان.

إن الامتناع عن التصويت أو التصويت العشوائي يفتح الباب أمام من لا يستحق، ويضيع على الوطن فرصة الإصلاح والبناء.

ولا يتعارض الالتزام الحزبي مع حرية الاختيار والتعددية، فالحزب الذي يحترم وعي أعضائه يشجعهم على الاختيار الواعي، لا على الطاعة العمياء.

المطلوب أن نحسن الاختيار بميزان العقل، وأن نُقدّم مصلحة الوطن على أي مصلحة شخصية أو حزبية ضيقة.

ختامًا، أدعو كل ناخب إلى أن يجعل من صوته رسالة وعي، وأن يُقبل على صناديق الاقتراع بثقة ومعرفة، مدركًا أن المشاركة الفاعلة والاختيار الواعي هما حجر الأساس لبناء برلمان قوي يعبر عن إرادة الشعب ويخدم مصالحه.

جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر عن وجهة نظر الكاتب فقط، ولا تعبّر بالضرورة عن موقف أو توجه المنصة 360.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى