أخر الأخباررأي وتحليل

رسالة حب لسيدة مصر الأولى: المرأة المصرية رمز العطاء الدائم

بقلم : المستشارة نسمة الخولي

يُعد العمل العام التطوعي أحد الركائز الأساسية لبناء المجتمعات القوية والمتماسكة، فهو ليس مجرد نشاط ثانوي أو جهد فردي عابر، بل هو تعبير عن وعي مجتمعي متقدم يُترجم إلى أفعال تخدم الصالح العام وتنهض بالأوطان. إن التطوع هو ميدان تتلاقى فيه القيم الإنسانية مع الواجب الوطني، حيث يمنح الأفراد فرصة حقيقية للمشاركة في التنمية وصناعة التغيير الإيجابي.

خدمة المجتمع تمثل الوجه العملي للمسؤولية الاجتماعية، إذ تُسهم في سد الفجوات التي قد تعجز الحكومات عن تغطيتها بمفردها، خاصة في قطاعات التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية. فالجهود التطوعية تساعد في تحسين جودة الحياة، ونشر قيم التكافل والتراحم بين أفراد المجتمع، بما يعزز الانتماء الوطني ويقوي الروابط الإنسانية.

ولا يمكن الحديث عن العمل التطوعي وخدمة المجتمع دون التوقف أمام الدور المحوري للمرأة؛ فهي نصف المجتمع وصانعة الأجيال. لقد أثبتت المرأة المصرية والعربية قدرتها على أن تكون نموذجاً يُحتذى به في ميادين العطاء، سواء من خلال المبادرات المجتمعية، أو الجمعيات الخيرية، أو العمل الأهلي المنظم. إن المرأة لا تكتفي بدور المتابعة أو الدعم، بل أصبحت شريكاً رئيسياً في صياغة الرؤى وتنفيذ البرامج التي تخدم الفئات الأكثر احتياجاً.

إن مشاركة المرأة في العمل التطوعي تعكس روح العطاء المضاعف، فهي تجمع بين مسؤولياتها الأسرية والمهنية، وبين إصرارها على أن تكون جزءاً من نهضة مجتمعها. وهذا الدور يُكسبها خبرات حياتية ومهارات قيادية تعزز مكانتها في مختلف مجالات العمل العام. بل يمكن القول إن كثيراً من المبادرات الناجحة في مصر والمنطقة العربية حملت بصمة نسائية واضحة أسهمت في تغيير واقع آلاف الأسر.

من هنا، تبرز الحاجة إلى دعم هذا التوجه عبر توفير بيئة تشريعية ومؤسسية تُشجع العمل التطوعي، وتُكرّم النماذج المتميزة، وتُعزز مشاركة المرأة فيه بشكل أكبر. فتمكين المرأة في هذا المجال يعني مضاعفة أثر الجهود المجتمعية، ويعني أيضاً الاستثمار في طاقات خلاقة قادرة على تحقيق التنمية المستدامة.

إن مستقبل الأوطان لا يُبنى فقط بالسياسات الحكومية أو القرارات الرسمية، وإنما أيضاً بالجهود التطوعية الصادقة التي يقدمها المواطنون، رجالاً ونساءً. وحين تجتمع الإرادة السياسية مع الإرادة الشعبية، ويتكامل العمل الرسمي مع العمل الأهلي، يصبح الطريق ممهداً نحو مجتمع أكثر قوة وعدالة وتماسكاً.

إن خدمة المجتمع ليست ترفاً، والعمل التطوعي ليس خياراً ثانوياً، بل هو واجب وطني ورسالة إنسانية، والمرأة كانت وستظل في قلب هذه الرسالة، حاملةً مشعل التنمية والتغيير.

من لا يسعني إلا تقديم الشكر إلى سيدة مصر الأولى السيدة انتصار السيسي: نهديك رسالة حب ووفاء، تقديراً لدورك الإنساني الراقي ودعمك الدائم لقضايا المرأة والأسرة، فدعمكم الدائم يعكس قوة المرأة المصرية، ويمنح الأمل في مستقبل أكثر إشراقاً للوطن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى