تامر إمام في برنامج «نظرة»: كيف تحول جمع البيانات إلى سوق معلن في الظل؟
المنصة 360
أكد تامر إمام، الشريك المؤسس لمنصة الاقتصاد الرقمي FollowICT، أن كبرى شركات التكنولوجيا العالمية بدأت تعتمد أسلوبًا جديدًا لتعزيز أمنها السيبراني، من خلال تنظيم مسابقات لاكتشاف الثغرات في أنظمتها مع تقديم مكافآت قد تصل إلى آلاف الدولارات، على غرار ما تقوم به شركة فيسبوك.
جاء ذلك خلال حواره مع الإعلامي حمدي رزق في برنامج «نظرة» على قناة صدى البلد.
شركات ناشئة مصرية تنافس عالميًا
وكشف إمام عن وجود شركة ناشئة مصرية حصلت على تمويل بقيمة 10 ملايين دولار يقودها شاب يبلغ 22 عامًا فقط، يعتمد على فريق متخصص في اكتشاف الثغرات الأمنية داخل الشركات وتقديم حلول تقنية لها.
وأوضح أن هذه الشركة تعاونت مع مؤسسات كبرى داخل مصر بعد اكتشاف ثغرات خطيرة لديها، وأن التمويل جاء من الخارج، وهو ما يعكس ثقة الغرب في قدرات المبرمجين المصريين، سواء في مجال الحماية أو حتى “الهاكرز الأخلاقيين”.
الذكاء الاصطناعي غيّر قواعد اللعبة
وأشار إمام إلى أن مواجهة القرصنة كانت أسهل قبل عامين، إذ كان الهاكر مجرد عقل بشري يمكن التنبؤ به، لكن بعد انتشار الذكاء الاصطناعي أصبحت التهديدات أكثر تعقيدًا وخطورة، داعيًا إلى منظومة متكاملة وحملة وطنية تقودها الدولة لمواجهة القرصنة الإلكترونية.
من الاستثمار في المحتوى إلى فقدان المستخدمين
وتحدث إمام عن تحول سياسات الشركات، موضحًا أن الشركات كانت تستثمر في المحتوى الرقمي بقوة، مستشهدًا بمنصة ساوند كلاود التي كانت تتيح الأغاني مجانًا، ثم استحوذت عليها شركة عملاقة بسبب عدد المستخدمين الهائل.
لكن بعد فرض اشتراكات وتنظيم المحتوى بشكل صارم، فقدت المنصة شريحة كبيرة من جمهورها نتيجة التغيير المفاجئ.
القرصنة ليست فقط اختراقًا.. بل أحيانًا “بموافقة المستخدم”!
وأوضح إمام أن القرصنة هي أي محاولة غير شرعية للحصول على البيانات أو اختراق الأنظمة، مشيرًا إلى أن جزءًا من عمليات تسريب البيانات يحدث بموافقة المستخدم نفسه عندما يملأ بياناته في أماكن غير منطقية.
وقال: “لماذا يطلب السوبر ماركت عنواني؟”، محذرًا من أن كثيرًا من المستخدمين يتبرعون ببياناتهم دون التأكد من طريقة استخدامها.
تجارة البيانات أصبحت “بيزنس” مستقل
وأكد أنه لم يثبت حتى الآن تورط شركات الاتصالات في بيع بيانات المستخدمين، لكن ظهر سوق سوداء للبيانات، حيث يقوم أفراد أو جهات بتجميع وبيع البيانات لشركات متعددة، تمامًا كما تحصل بعض الجهات على بيانات سكان مناطق معينة لأغراض تجارية أو تسويقية.
ستريم إيست.. مثال على القرصنة الرقمية الحديثة
وفي تعليقه على ضبط شبكة ستريم إيست في مصر، قال إمام إن انتشار أجهزة الريسيفر المتصلة بالإنترنت وخدمات IPTV جعل من السهل عرض المحتوى المدفوع مجانًا داخل المنازل.
وبيّن أن هذه الأجهزة متاحة في محلات الإلكترونيات وقطع الغيار، ويتم برمجتها لسنوات مقابل 250 إلى 300 جنيه، وأحيانًا 700 جنيه سنويًا.
خسائر فادحة لصناع المحتوى
وشدد إمام على أن صناع المحتوى ينفقون مبالغ ضخمة لإنتاج وتسويق الأعمال الفنية والرياضية، لكن عرضها على هذه المنصات غير القانونية يؤدي إلى خسائر فادحة وتراجع الرغبة في الاستثمار.
واعتبر أن ضبط شبكة ستريم إيست خطوة قوية، مؤكدًا ضرورة التصدي للقرصنة بقوة وحزم لحماية الصناعة الرقمية والاقتصاد الإبداعي.
