ريادة الشباب… الطريق إلى مصر الجديدة

بقلم ابراهيم خليل حنك – أمين ريادة الأعمال بحزب الجبهة الوطنية مركز قليوب
حين تتغير الأوطان، لا يكون التغيير حقيقيًا إلا إذا بدأ من عقول شبابها. وفي ظل التحولات الوطنية الكبرى ومع انطلاق الجمهورية الجديدة، تبرز قضية تمكين الشباب وريادة الأعمال كأحد أهم محاور بناء المستقبل. فالشباب ليسوا امتدادًا لما كان، بل انطلاقة لما يجب أن يكون. هم الطاقة التي لا تنضب، والعقول التي لا تُستبدل، والضمير الذي لا يُساوم. وإذا أردنا لمصر أن تنهض، فعلينا أن نُعيد تعريف دور الشباب، لا كمستفيدين من التنمية، بل كصنّاع لها ومهندسي مساراتها. الحياة السياسية لا تُبنى على المجاملة، بل على المشاركة، والأحزاب ليست ديكورًا ديمقراطيًا، بل أدوات للتغيير الحقيقي.
وحزب الجبهة الوطنية الذي أتشرف بالانتماء إليه، يُؤمن بأن الشباب ليسوا جمهورًا يُخاطب، بل شركاء يُحاورون، وقادة يُصنعون، وأصحاب رأي يُحترم.
إن تمكين المرأة والشباب ليس بندًا في جدول أعمال، بل هو جوهر العدالة الاجتماعية. فالمرأة ليست نصف المجتمع فقط، بل هي صانعة وعي، والشباب ليسوا مرحلة عمرية، بل مرحلة قيادة.
وفي مصر الجديدة، لم يعد مقبولًا أن يُحبس الشباب في وظائف تُطفئ شرارة الإبداع، أو يُتركوا أسرى لبطالة مقنّعة تُهدر الطاقات.
ريادة الأعمال يجب أن تكون متاحة لكل شاب، في كل مجال، وفي كل محافظة. هي ليست رفاهية، بل ضرورة وطنية، وهي وسيلة للتحرر من التبعية، ولخلق اقتصاد قائم على الابتكار لا على التكرار.
كل شاب في مصر يجب أن يُنظر إليه كرائد أعمال محتمل، لا كطالب وظيفة، وكل فتاة يجب أن تُمنح الفرصة لتكون صانعة قرار، لا متلقية له.
من خلال تجربتي البسيطه في العمل السياسي والشبابي، رأيت كيف يتحول الحلم إلى مشروع، والمشروع إلى واقع حين يُمنح الشباب الثقة، ويُفتح أمامهم باب المشاركة لا باب المجاملة. نحن لا نطلب امتيازات، بل نطالب بحقوق.
لا نبحث عن مجد شخصي، بل عن مستقبل وطني.
فالشباب لا يريد أن يُصفق، بل أن يُشارك. لا يريد أن يُستدعى، بل أن يُستشار. لا يريد أن يُستخدم، بل أن يُمكّن.
إن مصر التي نحلم بها لن تُبنى إلا بسواعد شبابها، وبعقول نسائها، وبإرادة سياسية تؤمن أن التغيير لا يأتي من فوق، بل يبدأ من القاعدة، من الشارع، من الجامعة، من الورشة، من الفكرة، من الحلم. تشير تقارير التنمية إلى أن أكثر من 60% من سكان مصر تحت سن الثلاثين، فهل يُعقل أن يُدار الوطن دون إشراكهم الحقيقي في القرار؟
نكتب عن ريادة الشباب، لأننا نكتب عن مصر الجديدة.
نكتب من أجل وطن يستحق أن يُبنى بأبنائه، لا أن يُدار من خلف الأبواب المغلقة. إن مصر الجديدة لن تُبنى إلا إذا آمنت بأن شبابها ليسوا جمهورًا يُصفق، بل قادة يُصنعون. فليكن التمكين هو القاعدة، لا الاستثناء. وليكن صوت الشباب هو الذي يُرسم به طريق الغد.



