أهم الاخبارسياسة وأحزاب

الانسحابات تكشف المستور.. انقلاب بالجبهة الوطنية ومستقبل وطن يطعن الحلفاء وتصدع بالتحالف الوطني

كتب – أيمن عودة

تفجرت أزمة سياسية داخل حزب الجبهة الوطنية مع انسحاب اللواء كمال الدالي من جولة الإعادة في انتخابات مجلس النواب 2025.

وذلك في مشهد يعكس تصدعات عميقة داخل التحالف الوطني.

الخطوة التي كان يمكن اعتبارها قرارًا انتخابيًا عابرًا تحولت إلى مرآة مكشوفة لصراع النفوذ ولحالة اختلال التوازن بين أحزاب التحالف، بعدما أشارت مصادر داخل الجبهة إلى أن تخلّي محمد أبوالعينين عن دعم مرشح حزبه فتح الباب أمام ما وصفته المصادر بـ”تفكك تدريجي” داخل بنية الحزب.

انتخابات النواب 2025.. ارتباك في “الجبهة الوطنية” وانضباط بـ”مستقبل وطن”

الأزمة لم تكن معزولة؛ بل جاءت في سياق موسّع يكشف أن التنسيق بين أحزاب التحالف الوطني بات تنسيقًا شكليًا لا يمتد إلى واقع المنافسة على المقاعد الفردية، مع صعود نفوذ حزب مستقبل وطن على حساب حلفائه، الأمر الذي جعل الجبهة الوطنية تخسر مقاعد في الأقصر وتعيش موجة استقالات في الجيزة، لتظهر الأزمة كأنها انفجار مكتوم طال انتظاره.

تفاصيل الأزمة.. صراع دعم غير مُعلن

قالت مصادر فضلت عدم نشر اسمها إن انسحاب اللواء كمال الدالي من الإعادة بالدائرة الأولى بمحافظة الجيزة جاء نتيجة مباشرة لتخلّي رجل الأعمال محمد أبوالعينين، نائب رئيس الحزب، عن دعمه خلال الجولة الحاسمة، رغم أنه أحد أبرز الوجوه الفائزة ضمن القائمة الوطنية من أجل مصر.

وأوضحت المصادر أن المشهد لم يكن مجرد منافسة بين مرشح حزبي وآخر مستقل، بل جاء في إطار شبكة علاقات معقدة؛ إذ أن المرشح المستقل هشام بدوي هو نجل النائب السابق محمد بدوي دسوقي، الذي تربطه علاقة سياسية وثيقة بأبوالعينين، وسبق أن جمعتهما تحالفات انتخابية في دورات سابقة.

الجبهة الوطنية الأوفر حظا.. وزراء سابقون في طريقهم إلى مجلس النواب 2025

هذه الخلفية السياسية بحسب المصادر جعلت بعض أعضاء الجبهة الوطنية يعتقدون أن أبوالعينين يميل لدعم بدوي في الإعادة ضد مرشح الحزب، في خطوة اعتُبرت بمثابة تجاوز صريح للالتزام الحزبي وخلخلة لصفوف الجبهة الوطنية في واحدة من أهم دوائر الانتخابات.

مستقبل وطن.. مكاسب واضحة على حساب الحلفاء

وتشير المصادر إلى أن أزمة الجبهة الوطنية لم تقف عند حدود دائرة الجيزة، بل امتدت إلى دوائر أخرى داخل المرحلة الأولى، وعلى رأسها محافظة الأقصر.

فقد أدى عدم التزام حزب مستقبل وطن بالتنسيق المبرم داخل التحالف الوطني بشأن المقاعد الفردية إلى خسارة الجبهة الوطنية مقعدين لصالح المستقلين.

وتستشهد المصادر بفوز مرشح مستقبل وطن أحمد الوليد من الجولة الأولى بفارق واسع، مقابل اضطرار مرشح الجبهة اللواء كمال الدالي لخوض جولة الإعادة رغم وجود اتفاقات تنسيق واضحة بين الحزبين.

وتؤكد أن ذلك يعد مؤشراً على اختلال موازين قوى داخل التحالف، حيث يظهر مستقبل وطن كصاحب اليد العليا في الأدوار التنظيمية والميدانية.

انسحاب بلا تشاور.. وارتداد تنظيمي عنيف

كشفت المصادر أن انسحاب اللواء كمال الدالي لم يكن قرارًا تشاوريًا داخل الحزب، بل تم اتخاذه بشكل منفرد من دون الرجوع إلى المستويات التنظيمية سواء في أمانة الجيزة أو الأمانة المركزية، وهو ما أدى إلى اهتزاز داخلي داخل الحزب انعكس سريعًا في صورة استقالات متتالية.

فبعد إعلان الدالي انسحابه واستقالته من منصبه كأمين للحزب في الجيزة، توالت الاستقالات، حيث غادر محمد سليم و6 أعضاء آخرين الحزب في خطوة تعكس تصاعد التوتر التنظيمي داخل الجبهة الوطنية.

الأرقام تكشف المشهد.. وتحولات داخل التحالف الوطني

وبحسب البيانات الرسمية للهيئة الوطنية للانتخابات، حسم 42 مرشحًا الفوز من الجولة الأولى في المرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب، جاءت حصيلتهم كالآتي:

24 مقعدا لحزب مستقبل وطن

9 مقاعد لحزب حماة الوطن

5 مقاعد لحزب الجبهة الوطنية

مقعدين لحزب النور

مقعد لحزب الشعب الجمهوري

ومقعد واحد لمرشح مستقل

هذه النتائج وفق تحليل مراقبين داخل الجبهة الوطنية لا تكشف فقط عن اتجاهات التصويت، بل تعكس أيضًا تحولًا صامتًا في شكل التحالف الوطني، حيث يتقدم مستقبل وطن بثبات بينما تعاني الجبهة الوطنية من تآكل تدريجي في موقفها التنظيمي والسياسي داخل التحالف.

ما وراء أزمة انسحاب الدالي؟

تُظهر أزمة انسحاب الدالي أن ما يجري داخل الجبهة الوطنية ليس مجرد خلاف انتخابي، بل هو اختبار حقيقي لقدرة الحزب على التماسك في ظل صراعات النفوذ داخل التحالف الوطني.

ومع توالي الاستقالات وتراجع التنسيق على المقاعد الفردية، تبدو الجبهة الوطنية أمام منعطف سياسي حاسم قد يعيد رسم خريطة حضورها خلال الفترة المقبلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى