
متابعة – مروان أيمن
تخرج الفرص من رحم الأزمات، وتلعب الصدفة دور القدر أحياناً. بهذه الكلمات وصف الملياردير المصري كامل أبو علي رحلته من التهجير من بورسعيد إلى القاهرة ثم إلى سويسرا.
وذلك قبل أن يعود إلى الوطن ليؤسس كياناً سياحياً وترفيهياً ضخماً بحجم مجموعة «بيك الباتروس»، إلى جانب استثماراته الرياضية والإنتاج الفني.
مصر وألمانيا… استثمار بثقة
مصر تنادي بثقافة السلام في منتدى الحضارات
وفي مقابلة خاصة مع CNN الاقتصادية، أكد أبو علي أنه رجل عصامي بدأ من الصفر، حيث انطلق من معاناة التهجير ليبني إمبراطورية فندقية في مصر والمغرب، مستفيداً من تجاربه في أوروبا. ويرى أن السياحة هي قاطرة الاقتصاد، وأن الجدية والمصداقية أساس النجاح، مؤكداً أن عمله يرتبط برسالة اجتماعية وأخلاقية تتمثل في إدخال السعادة على الناس وتقديم قيمة حقيقية للمجتمع.
أبو علي: الإخوان استهدفوني بسبب مسلسل الجماعة ونصيحة موظف سويسري أنقذتني
بدأت استثماراته في المغرب منذ مطلع الألفية، وافتتح أول فندق في مراكش عام 2013. واليوم يمتلك سبعة فنادق، بينها مشاريع رائدة مثل أول «أكوا بارك» سياحي في المغرب. ويشدد أبو علي على أن كل فندق يتميز بفكرة وتصميم مختلفين، ما يعكس تنوع رؤيته الاستثمارية. كما يثني على دعم السلطات المغربية وعلى رأسها جلالة الملك والحكومة، مؤكداً أن أبناءه الحاصلين على الجنسية المغربية جعلوا استثماراته هناك امتداداً للعلاقات العربية المشتركة. ويتوقع أن تدخل السياحة المغربية مرحلة ذهبية مع استضافة كأس الأمم الإفريقية وكأس العالم.
وفي رؤيته للأسواق العربية، أشاد أبو علي بالنقلة النوعية في السعودية، واعتبر دبي «جامعة» عالمية للتخطيط والابتكار. ويصف السياحة بأنها عصب الاقتصاد العالمي، مستشهداً بمشروعاته مثل «نيفرلاند» التي جمعت بين الإقامة والأنشطة الترفيهية. ويعتبر العنصر البشري أهم أصوله، إذ يعزو نجاح مشروعاته إلى فرق العمل.
واستعاد ذكريات طفولته الصعبة بعد التهجير من بورسعيد عقب حرب 1967، وانتقاله إلى القاهرة، ثم سفره إلى سويسرا، حيث بدأ بجمع الكريز والعمل كنادل. وفي سن الخامسة والعشرين افتتح مطعمه الأول، وتخصص لاحقاً في إنقاذ المشروعات المتعثرة، ما أكسبه ثقة كبيرة في النجاح.
عاد إلى مصر عام 1992 وافتتح أول فندق له في الغردقة. ورغم الأزمات، واصل التوسع. ويكشف أن نصيحة محاسب سويسري بعدم التهرب الضريبي أنقذته من ملاحقات سياسية خلال فترة الإخوان، مؤكداً أنه لم يتهرب يوماً من الضرائب سواء في مصر أو المغرب أو سويسرا.
امتد نشاطه إلى الإنتاج الفني، حيث قدّم أعمالاً مثل «عسل أسود»، «طباخ الرئيس»، «أبو العربي» و«مسلسل الجماعة» الذي كلفه 45 مليون جنيه، واعتبره رسالة ضد فكر الإخوان رغم خسارته المادية فيه.
أبو علي: جيل التهجير من بورسعيد مظلوم والفرصة تأتي مرة واحدة
أما عن الرياضة، فأعلن أبو علي أن ستاد النادي المصري في بورسعيد سيفتتح مطلع 2026 بتكلفة بلغت 1.4 مليار جنيه تحملتها الحكومة المصرية، متمنياً عودة جماهير الأهلي إلى الملعب، مؤكداً عمق علاقته بقيادات النادي.
وفي فلسفته للنجاح، يقول أبو علي إن رسالته الحقيقية هي إسعاد الناس عبر الفنادق والمشاريع الترفيهية والفنية. ويعتبر أن أجمل ما منحه الله له هو أن تكون مهنته مرتبطة بجعل الناس أكثر سعادة. كما أشاد بتجربة النجم المصري محمد صلاح، ووجه رسالة إلى الشباب: «لا تضيعوا الفرص لأنها تأتي مرة واحدة».



